إلى غيرها ، فلم أجد بعد من يخبرني بالمدن التي كان يقف فيها البابور بعد.
وفي الساعة الثامنة وخمسين دقيقة من يوم الجمعة المذكورة ، وصلنا إلى مدينة طورين ووجدنا أهلها فرحين مسرورين ، ووجدنا بالمحل الذي وقف فيه البابور جما غفيرا من العسكر (١) متهيئين للقاء الباشدور خيلا ورماة ، وطلع إليه للعربة عامل البلد والجلنار وأعيانها مهنيئن له في السلامة والعافية ، /٣١٣/ وعند نزولنا من العربة أخذ أصحاب الموسيقا يخدمون بها ، ووجدنا الطرق قد سدت وامتلأت بازدحام الناس ومسابقتهم كأنهم يتسارعون إلى رؤية ملكهم أو أعظم ، وامتدت الطرق التي مررنا عليها على هذا الازدحام ، حتى وصلنا إلى المحل الذي أنزلونا به ، فوجدنا هناك فئة أخرى من العسكر ومعهم أصحاب الموسيقا ، فاشتغلوا بخدمتها حتى صعدنا إلى المواضع التي هيأت للنزول ، وكان هذا المحل الذي أنزلونا به مقابلا لدار عظيم دولتهم ، بينهما براح متسع كالمشور مربع منعطف كهيئة أكدال ، وامتد مع جدراته أعمدة قائمة من نحاس كأنه مخروط مورق جعل على رؤوسها فنارات خمس توقد ليلا ، وهذا المشور دائما يمر الناس به راجلين وفي الأكداش وعربات الوسق وغيرها.
اللقاء بعظيم دولة الطليان وببعض الأمراء
وبعد نزولنا تقريبا ورد الإعلام للباشدور (٢) بالطلوع للملاقاة مع عظيم الدولة غدا ،
__________________
(١) وصل ممثل إمبراطور المغرب ... واستقبل بجميع المراسيم الملكية ، وكان في استقباله في المحطة الجنرال Cadorna وعامل المدينة بزيه الرسمي و... عزفت الموسيقى على الطريقة الملكية كما وصلت العربة الملكية التي حملتهم عبر شوارع طورين تحت رعاية جيش الشرف إلى فندق أوربة ... منحت لهم القاعات الفخمة.(بتاريخ ٢٥ ، غشت سنة ١٨٧٦ م). الإيطاليةGazzetta Del PoPolo.
(٢) وجه وزير خارجية إيطاليا ميليكاري رسالة إلى السفير الزبيدي يخبره بيوم استقبال ملك إيطاليا لهم وذلك يوم السبت ٢٦ غشت سنة ١٨٧٦. «أنه جوابا عن كتابكم الذي مكنني إياه سعادة عامل فالازيو حاجب جلالة السلطان أتشرف بأخبار سعادتكم أن مولانا الملك سيستقبلكم في حفلة رسمية بطورين». (الإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٥).