وقال إنها من عظيم الدولة ودفع كل تحفة منها لكل واحد منا بيده فتلقيناها بالقبول ، ثم تركت ما كان دفعه لي منها الترجمان على مائدة بيت الباشدور ، وتوجه كل واحد بتحفته لمحله ، فقال لي مالك تركت حوائجك هنا ، فقلت لا ينبغي لي حيازة شيء منها حتى يعرض ذلك على حضرة مولانا العالية بالله أدام الله عزها ، وهو أعزه الله يجود عنا برضاه الذي هو الكيفية العظمى ، وهو الإكسير الأكبر والكبريت الأحمر ، فسر بما سمعه مني ، وقال : إنه لكذلك وأذن لي بحوزها حتى نعزم على الخروج وتجمع في صندوق يخصها.
الفرجة التي أنشأها عامل طورين
ثم إن أهل هذا البلد أنشأوا فرجة (١) عظيمة في الليلة القابلة بعد هذا اليوم ، وهي ليلة الاثنين وذلك بأنهم عمدوا إلى جداري الركنة الخارجة في هذا المشور ، وجعلوا في أحد جداريها خاتما كبيرا من المصابيح الصغيرة ، وجعلوا فيها ماء على ألوان وجعلوا الزيت فيها وجعلوا في وسط الخاتم حروف الاسم المفرد من تلك المصابيح وجعلوا في الجدار الآخر صورة كرونة عظيم دولتهم من المصابيح ، في وسط تربيعة من المصابيح أيضا ، وجعلوا صفا ممتدا لدخول الغاز مع جدرات المشور ، ونصبوا مائدة مثمنة بوسط المشور قريبة من الدار التي نحن بها وهي من /٣١٦/ العود ، وهي متسعة في طولها وعرضها نحو اثني عشر ذراعا ، ومثلها في كل جهة من جهات التنميق ، ونصبوا أعمدة دائرة مع هذه المائدة ، وفي رأس كل عمود خمس وردات حمر من الورد المصنوع ، كل وردة في الكبر مثل جرم كرة أربعة وعشرين ، وكان بقرب تلك الركنة
__________________
(١) «مساء البارحة أقامت «مصالح بلدية طورين» على الساعة ٨ مساءا ، وعلى شرف السفارة المغربية بإنارة Castelo Piazza، بحضور فرقة الحرس الوطني ، الذين كانوا يعزفون الأناشيد تحت مقر إقامة السفير ، وقد حج جمهور غفير لمشاهدتهم والسلام على السفير المغربي ، الذي بدوره رد السلام عليهم من نوافد وبالكون إقامته بفندق أوربا ...».
Gazzetta Del PoPolo, Torino، بتاريخ ٢٧ غشت سنة ١٨٧٦ م.