الصنيدقات ، وفي هذا السجن مطبخة يقوم بها المخزن عندهم للمسجونين ، وبه عراصي محدقة به فيها أشجار وأنوار وخضر ، وفي كل عرصة (١) يبنون في وسطها دائرة كالبرج الصغير يكون قطرها نحو ستة أذرع ، وقد فتح في جدار دائرتها شراريف ، يقال أن المساجين يخرجون كل يوم لتلك العراصي وعند خروجهم يدخل بعض العساكرية لتلك الدائرة التي في وسط العرصة بالمكاحيل ، فإذا رأوا أحدا من المساجين يتنازع مع آخر يصربه بالبارود /٣١٣/ هكذا الحكم عندهم.
الإكرام بدار عظيم الدولة
وفي الساعة السابعة ونصف من ليلة الاثنين سادس شعبان (٢) ، توجهنا لدار السلطان للوليمة التي كان وعد بها ، وأنه كلف (٣) بها ولده فحين طلعنا لقبب الدار ووصلنا إلى القبة التي فيها ولد عظيم دولتهم ، وجدنا معه جماعة كبيرة من الوزراء والأعيان ، ثم أدخلونا إلى قبة الإكرام وهي مستطيلة سقفها نصف دائرة مموه
__________________
(١) السجن المفتوح يتوفر على مساحات شاسعة ، حتى يتمكن من تشغيل المحكوم عليهم في الأعمال الزراعية والصناعية المتصلة بها ، كأسلوب عقابي جديد تساعد السجين على استعادة مكانته في المجتمع ، ولتفادي هروبهم تشدد الحراسة في أبراج اصطناعية عالية تشرف على الأراضي الفلاحية.(نفس المرجع السابق).
(٢) الاثنين ٧ شعبان يوافق ٢٨ غشت سنة ١٨٧٦ م.
(٣) «كلف الملك فكتور إمنويل الثاني ولده Duca D\'Aosta بإقامة حفلة عشاء على شرف أعضاء السفارة المغربية بقاعةFestini ـ ـ ـ والمدعوون حدد عددهم ب ٩٠ في الأول وتقلص العدد إلى ٦٠ شخصا منهم وزير الداخلية ووزير الحربية ووزير الخارجية ..».
Gazzetta Del PoPolo, (Torino)، بتاريخ ٢٨ غشت سنة ١٨٧٦ م.
لكن Melegari لم يحضر هذا الحفل ، وذلك لضرورة حضوره بروما خلال هذه الفترة لانعقاد مؤتمر السلام بروما الذي تلعب فيه إيطاليا دورا مهما. نقلا عن جريدةLa Liberta.
Corriere Della Sira, (Milano)، بتاريخ ٢٧ غشت سنة ١٨٧٦ م.