وقبل انصداع الفجر يحلو تهجّدي |
|
وما أنا ممن يعبد الله عن حرف |
ولي قلم يبرى إذا هاج غيظه |
|
يراعي ذمام السيف من شدة الخوف |
ففيه اكتسابي وافتخاري ورفعتي |
|
ونعم الرفيق في الشتاء وفي الصيف |
وكان ولد عظيم الدولة أمر الطبجية يخرجون لرمي الإشارة بالمدافع ، ويجربون الرمي بمدفع عظيم أحدثوه وزنه ثمانية وثلاثون طنا ، وطلب من الباشدور الخروج للحضور معهم في ذلك الرمي.
الخروج لرمي الإشارة مع الطبجية
فخرجنا في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء ثامن (١) شعبان ، راكبين الأكداش وفي الساعة الثامنة ونصف ركبنا في بابور البر متوجهين إلى الموضع الذي يرمون فيه الإشارة ، فمر البابور بنا على أرضين مربعة ليس فيها إلا الربيع الأخضر لسريان الماء في حدود هذه الأرضين ، وقد غرست الأشجار في الحدود وسويت صفوفها وتقاطعت طولا وعرضا ، ثم مر /٣٢٢/ بنا على أجنة العنب ، وهم ينصبون مع كل ساق دالية (٢) خشبة برأسها أعمدة تنزل عليها أغصان الدالية ، لما يرون في ذلك من المصلحة لها فتخلخل الريح والهواء فيما بين الأغصان وما بتحتها ، وإشراق أشعة الكواكب عليها ، بخلاف الدالية التي في بعض مدن الغرب ، فإنهم يتركون أغصان الدالية يترامى بعضها فوق بعض حتى يلتئم غالبها ، ولا يمكن السلوك بينها إلا بمشقة
__________________
(١) ٢٩ غشت سنة ١٨٧٦ م.
(٢) أو الكرمة لها أغصان طويلة تحتاج إلى دعائم تعترش عليها بفضل أعضاء لولبية بدل تركها زاحفة على الأرض عرضة للحشرات والطفيليات كما كان سائدا بالمغرب. (موسوعة عربية).