البزكرات ، وفي جرم الخزنة أيضا فوق تلك البزاكرة ناعورة من حديد في جرفها درج بها يفتحون الخزنة ويخرجون منها ذلك الجرم الذي تسد به ، وبها تسد ، فإذا عمروا هذا المدفع وأرادوا سده يدفعون بأيديهم ذلك الجرم حتى يقابل رأسه فم الخزنة لأنه ممسوك بتلك البزاكرة ، وعند مقابلة رأس ذلك الجرم لفم الخزنة وعزمه على الدخول إليها يكون وشكه ووشك الخزنة متغايرين ، أعني تكون الأجزاء الساقطة من وشك الخزنة مقابلة للأجزاء الساقطة من وشك الجرم ، والبارزة منها مقابلة للبارزة الأخرى ، فلا يمكن السد به على هذه الحالة فعند ذلك يديرون تلك الناعورة وبدورانها يأخذ الجرم في الدوران حتى تسامت الأجزاء الثلاثة الساقطة من وشكه الأجزاء الثلاثة البارزة من وشك الخزنة ، فعند ذلك يدخلون طرفا من رأس الجرم في فم الخزنة ، ثم يديرون تلك الناعورة فيصير الجرم يدور داخلا في الخزنة لتطابق الوشك إذ ذاك بعضه مع بعض حتى يصل إلى منتهاه ، هذه كيفية (١) فتح خزنة هذا المدفع وسدها على حسب ما ارتسم في خيال مقيده وسامحه مولاه.
كيفية عمارة هذا المدفع
وأما كيفية عمارته ، فإنه أتى رجلان من العسكر كل واحد منهما حامل على
__________________
(١) رسم توضيحي يبين كيفية إقفال أو فتح باب خزنة المدفع ، وذلك بتدوير تلك الناعورة الدائرية الشكل يمينا أو يسارا. والمخزن المغربي كان يسعى لاقتناء أسلحة عصرية ، بعد ما انهزم أمام الجيوش الأوربية ، وفقد تفوقه العسكري على القبائل بسبب انتشار تجارة تهريب الأسلحة «البنادق» ، وبيع العسكر «الهراب» لأسلحتهم أثناء موسم الحرث ، فلم يبق أمامه إلا ميدان واحد للتفوق على القبائل وهو المدفعية لكن هذه المدفعية بقيت فعاليتها متوقفة على الأجانب ، رغم ارتفاع عدد المغاربة الذين تدربوا عليها «معلمين» طبجية ، ولعل هذا راجع إلى تعدد أنواع المدفعية المستعملة بالمغرب ، واحتراس المخزن من وضع هذا السلاح «الحيوي» بين أيدي من يمكن أن يصبح خطرا عليه ، لهذا كان المخزن يلتجئ إلى أعضاء البعثات العسكرية الأجنبية في هذه المهمة. (الجيش المغربي وتطوره في ق ١٩ ، برادة ثريا ، مرقونة بخزانة كلية الآداب بالرباط). (انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ٢٥).