الإشارة ، طلبوا منا الانتقال إلى قرب /٣٢٥/ الألواح المنصوبة إشارة لنرى إصابتها معاينة ، وأتوا بالأكداش فركبنا حتى وصلنا إلى قربها ونزلنا ووصلنا إلى تلك الألواح المنصوبة ، وهي متفرقة في مواضع متعددة ، وطول كل لوحة نحو ثمانية ذروع وعرضها نحو ستة ذروع وغلظها أزيد من بلكاطة ، وهي كهيئة الدفة وكل لوحة بكل طرف من أعلاها خشبتان نازلتان منه إلى الأرض لتنفد منها الكونبرة ، وتبقى واقفة أي اللوحة ، ورأينا في اللوحة الأولى فورمة ثمان كونبرات كأنها نزعت منها بالبريمة ، فالفورمات المتباعدة على هذه الكيفية والمتقاربة تكسر العود الذي بينها ، لأجل المقاربة ومنها فورمة واحدة على رأس السواد الذي في وسط اللوحة ، وفيها تقب عديدة بالخفيف الذي رمته الكونبرات التي كانت تتفرقع هناك ، ومنه الذي لا زال مغروسا في جرم اللوحة ، وهذا الأثر الذي في هذه اللوحة هو ضرب مدافع الجر ، ثم سرنا إلى اللوحة التي رموها بالمدفع الكبير ، فرأينا كونبرة الضربة الأولى خرقت وسطها ، والضربة الثانية أخذت طرفا من أعلاها ، فحين وقفنا على ذلك وشاهدناه معاينة ، تأخر بنا ما كان معنا من النصارى وترجمانهم عن تلك الألواح ، وكانوا قد نصبوا السلك من المحل الذي فيه المدافع إلى محل الإشارة ، فتكلم أصحاب السلك بمحضرنا الذين بمحل الإشارة مع الآخرين وأعلموهم بأن الباشدور وأصحابه قد رأوا ذلك وتأخروا ، فعند ذلك تكلم الآخرون بالبوق وأجابوهم الذين معنا يعلمون بذلك بعزم خروج المدفع ، ثم رأينا دخان الخبش قد صعد وشاهدنا أثره تلك الكونبرة العظيمة قاصدة تلك اللوحة كأنها قربة ماء ، وأصابت تلك اللوحة ورحلت بها وطارت ، ولها صوت بين الجبال كالصاعقة ، ونزلت بحجر جبل وارتفعت منه غبراء كثيرة / فتقدمنا إلى تلك اللوحة التي سقطت ، فرأينا الضربة في السواد الذي في وسطها.
هيئة السواد الذي في وسط لوحة الإشارة
وأما هذا السواد الذي في وسطها ، فهو شكل مربع غير مستطيل بل متساوي الأضلاع ولعله ـ والله أعلم ـ يمكن أن يكون هذا المربع محيطا بدائرة خزنة المدفع