الخروج لفابريكات الحرير بطورين
وفي يوم الأربعاء (١) التاسع منه ، توجهنا (٢) في الأكداش لفابريكات الحرير ، فدخلنا أولا لدار يبيعون فيها الحرير شعرة خام ، لكن رقة شعرته أظن مقدار ست شعرات منها إذا فتلت تكون كرقة شعرة الإنسان ، وهو يميل للبياض قد رأيت مثله في مدينة من مدن غربنا ، وكل مدجة منه عليها ميزانها وطول شعرتها وهم يزنونه بميزان الرمانة (٣) ، وغاية ما يزن بهذا الميزان مائتي كيلو ، فحين رأونا نتأمل ذلك الميزان أخذوا خمسة اكرام وهو من الصروف الرقيقة عندهم ، يقال أن الأوقية فيها مائة وخمسون من الأكرام ، وضعوا تلك الأكرام الخمسة في طرف العمود الذي يضعون فيه السلع عند وزنها ، وفي طرفه الآخر موري يمر رأسه بدائرة رسم فيها عدة الاكرام لتحقيق الوزن عند وقوف صرف الوزن الكبير بين شرطتين من خطوط العمود ، ولم يدر نسبته القدر الزائد الذي وقف فيه الصرف خارجا عن الخط ، فهذا الأكرام يبينه تحقيقا ، وعند وضع تلك الأكرام الخمسة في طرف العمود صار ذلك الموري يدور حتى وقف في رقم خمسة ، علامة وزن ذلك الصرف الصغير الذي وضع في طرف العمود ، وهذا الحرير لا يبيعون شيئا منه ييبسونه بالنار اللطيفة ، وكيفية يبسه أنهم صنعوا صناديق من ورقة النحاس وجعلوا تحتها نارا لطيفة ينصبون /٣٣٠/ فوق كل صندوق ميزانا له عمود يجعلون بأحد طرفيه خيطا يربطون فيه مدجة من الحرير ، ويرسلونها إلى الصندوق من فرجة في وجهه ، وفي الطرف الآخر من العمود صرف فيه وزن
__________________
(١) ٣٠ غشت ١٨٧٦ م.
(٢) «قبل ذهابهم لفابريكات الحرير ، توجهوا إلى DiPosto Fabbrica المشهورة عالميا ، التي قدمت هدايا إلى سفير المغرب ، والتي هي عبارة عن أصناف من المنتجات (سباكيتي ، مقاروني ، ...) كما أن السفير اشترى ٢٠ صندوقا من هذه المنتجات الغذائية بعث بها إلى المغرب ، كما تم الاتفاق بواسطة الترجمان Bosio على إرسال العديد من هذه المنتوجات إلى المغرب مستقبلا ..» ، ٤ شتنبر ١٨٧٦ م.
Gazzetta Del PoPolo.
(٣) انظر رسم ميزان الرمانة (أ) : في ملحق الرسوم والصور صفحة ٢٧).