الدخول لميلان
وعند الغروب من هذا اليوم ، خرجنا (١) من طورين وركبنا في البابور ، ذو خرج عامل البلد لوداعنا مع جماعة من أعيانهمذ ، قاصدين مدينة ميلان ، فقطعنا الليل كله سفرا ووصلنا إليها في الساعة الثامنة نهارا ، من يوم الخميس عاشر (٢) شعبان وأنزلونا بأوطيل من الأماكن المعتبرة في هذه البلدة ، فوجدنا الفرش منصوبة ، لكل فراش يخصه في محله ، وفيه ما يحتاج إليه من الضروريات مثل الماريو لوضع حوائجه ، وطبلة الكتابة وشواليها والمرايا العظيمة ، وأواني الماء والزيوف النقية ، ووجدنا موائد الفطور منصوبة /٣٣٢/ مهيئة على العادة ، وبعد ما تناولنا من تلك الأطعمة ما دعت الحاجة إليه ، أتوا بالأكداش وطلبوا منا الخروج والركوب فيها،
__________________
(١) قبل أن يغادر الزبيدي طورين دفع ٦٠٠٠ ليرة من الذهب لعامل البلد مع مقايدته على دفع نصف هذا المبلغ إلى مدرسة الصناعة التقليديةCollegio Degli Artigianelli وخيرية النساءL\'orfamotrofio Femminile والنصف الآخر على مدارس الأطفال ومعهد الصم والبكم ومستشفى الأطفال ومعهد العائلة المحترمة ، الذي شكره عن هذه الهبة.
" Gaz. Del PoPolo 13 / 8 / 6781"
كما زاروا المختبر العجيب Magnifici la boratori dei fratelli levara.
«... أرجو منكم أن تترجموا لدى الرجل الفذ الذي أراد أن يبقى أثرا قيما عند مروره ببلدتنا عن عواطف ممنونية بؤساء مدينتنا الذين تنعموا بما أفاض عليهم من إحسانه الجزيل ...». الإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، ٣١٠.
(٢) ٣١ غشت سنة ١٨٦٧ م وصلت السفارة إلى مدينةMilano. ونزلوا بنفدق Della Ville الذي خصص لهم الطابق الأول كله ، ووضعت لهم بالمطبخ (خروف حي والعديد من الدجاج حتى يتمكن طباخ السفارة بدبحهما وطبخهما على الطريقة المغربية) وكانت هناك فرقة من جيش الشرف ملازمة لهم طول مدة إقامتهم. (Milano)Gazzetta la Lombardi .
رغم الساعة المتأخرة من الليل التي وصل فيها الوفد بتاريخ ١ شتمبر سنة ١٨٧٦ م كان العديد من المواطنين بالمحطة وبالشوارع في انتظار الوفد المغربي.