وصغيرة ، وطباسي كؤوس الأتاي على نواعير يديرونها بأيديهم ، ومنهم من يديرها بأرجلهم على الكيفية المعروفة إلى غير ذلك من الكيفيات ، ووجدنا أناسا آخرين يصنعون الغراريف الكبيرة التي يكون فمها منعطفا إلى أسفل ، ولها قوالب لكل واحد قالبان قد حفر فيهما نصف /٣٣٤/ الغراف بنصف فيه ، وكيفيته ذلك أنهم يأخذون قطعة من الطين ويبسطونها حتى تصير كالرغيف الكبير ، ويأتون بنصف القالب ويرمون فيه يسيرا من غبرة كالرماد ، ويجعلون فيه ذلك الطين المذكور ، ويلصقونه بداخله وبسائر جوانبه وبفمه ثم يدلكونه حتى يصير مستويا ، ويفعلون بنصف القالب الآخر مثل ذلك ، يم يؤلفون القالب ويجمعونه نصفا لنصف ويشدونه شدا محكما ، هذا ما رأينا من صنعة هذه الغراريف.
كيفية تزويق الفخار
ثم أتوا بنا إلى محل آخر ، وجدنا فيه نساء كثيرات مشتغلات بتزويق الطباسي التي خرجت من النار ، وكيفية ذلك أن النقش والتزويق الذي يكون في الطباسي ، من لون واحد يكون منقوشا عندهم في لوحة من حديد ، ويجعلون عليها طلاء من اللون المراد ، ثم ينشرون فوقها ورقة كاغد لطيفة ألطف من العنكبوت ، ولهم ناعورة فيها لولبان كبيران ، قد لف عليهما بل على كل واحد منهما بحدته لبدة الصوف ، ويجعلون تلك اللوحة بورقتها بين اللولبين ، ويديرونهما باليد المعدة لذلك ، فتمر الورقة من الحديد من بينهما فيضعونها فوق صندوق من حديد ، في داخله نار لينة وبوضعها عليه يأخذ أحدهم طرفي ورقة الكاغد ، ويرفعها بلطافة من ورقة الحديد فتنفصل عنها وقد رقم فيها ذلك التوريق الذي في لوحة الحديد ، ولا يتمزق شيء منها مع شدة لطافتها ولعله بواسطة النار التي في داخل ذلك الصندوق /٣٣٥/ ثم يدفعه لبنت صغيرة ، فتأخذ القدر الزائد من الورقة بمقراض ، وتدفعها لأخرى فتبسطها على الطبسيل وتدلكها بقطعة من عود حتى تنبسط كلها ، ثم تضع هذا الطبسيل على يمينها حتى تزيد عليه نحو أربعة أو خمسة ، فعند ذلك تأتي متعلمة أخرى ، وترفع تلك الطباسي وتوصلها إلى امرأة أخرى ، وتضعها في كوب عن يمينها