ثقب رقيق جدا ، فإذا أرادوا إرسال الماء بداخل القبة بقصد الفرجة أرسلوه إليها من خارجها ، ثم يصرفونه عنها باختيارهم ، ولم يكن الباشدور بداخل القبة وقت إرسال الماء إليها ، ولعله كان خارجا عنها ينظر من بعد ، وفي هذه العرصة حياض فيها نوار على ألوان وأشكال ، وفيها شجرة كشجر الرمان الصغير مثل قامة الإنسان ، ولها أوراق خماسية كل ورقة من الورقات الخمس رقيقة مستطيلة محيطة بشق المنشار إذا ضرب الإنسان بأصبعه رأس إحدى ورقة من الورقات الخمس تلتوي كلها ، وتنحدر إلى الأرض حتى تكاد تسقط من أصلها ، ثم توضأنا وصلينا الظهرين هناك ، ورجعنا في الأكداش إلى جنوة ، إلى محل النزول.
ملاقات رئيس الفركاطة
وكان أتى رئيس الفركاطة (١) التي هيئت لسفرنا فيها إلى الباشدور ، وتلاقى به مع كبرائها وأخبروه أنهم مأمورون بامتثال أمره ، يسافرون في البحر بنظره بحيث إذا أحب المرور على (٢) الجرنة أو غيرها ، /٣٤٨/ من المدن يساعده ويقف هناك حتى يأمره بالسفر ، فشكرهم على ذلك ، وأخبر القونصوا أي الترجمان أنه لا بد من إقامتنا بجنوة إلى الأربعاء القابل ، بقصد الاستراحة فأقمنا بها يوم الاثنين ويوم الثلاثاء منتصف شعبان المذكور.
الخروج من جنوة
وفي يوم الأربعاء السادس عشرة منه (٣) ، في الساعة التاسعة منه ، خرجنا من
__________________
(١) الباخرةConte Cavour الإيطالية.
(٢) ربما يقصد إحدى المحاجر الصحية (للكرنطينة).
(٣) ٦ شتمبر سنة ١٨٧٦ م. وقد أشارت جريدةGazzetta Di Genova «استقبل السفير المغربي عددا من رجال الصناعة والتجارة ومعهم بعض صانعي البواخر ، وأكد لهم أن عاهله يرى بعين الرضى وسيرعى بحرارة الصناع الإيطاليين الذين يقومون بممارسة صناعتهم على الساحل المغربي ...».