٣٠ ـ (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً) وقد يفرق بينهما في أن الظلم يكون للنفس وللغير ، والعدوان لا يكون إلّا على الآخرين ، وقد يكون القتل حقا كقتل الحد والقصاص أما قتل الخطأ فلا يوجب إلّا الدية.
٣١ ـ (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) وأكبر الكبائر الشرك والكفر بالله ، والظلم لعباده وعياله ، وخيانة الدين والوطن ، والزنا والربا ، والكذب والرياء ... (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) إن أقلعتم عن الكبائر لا يعاقبكم على صغائر الذنوب كالنظرة المجردة والجلوس في مجلس الغيبة ـ مثلا ـ دون أن تغتابوا ، بل (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) اسم مكان وهو الجنة.
٣٢ ـ (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) كل إنسان إذا رأى نعمة على غيره من دونه كالصحة والعلم والذكاء والجاه والمال ـ يتمنى أن يكون له مثلها ، ولا بأس في ذلك ، لأنه في الإنسان فطرة وطبيعة ... اللهم إلّا أن يكون لقضاء الله ساخطا ، ولصاحب النعمة حاسدا ، وعلى هذا يحمل النهي على التمني في الآية ، قال الرسول الأعظم (ص) وإذا حسدت فلا تبغ ... المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد.
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) إن الله سبحانه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) فإن خزائنه لا تنفد ، ونعمه لا تحصى.
٣٣ ـ (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ) أي أن الله سبحانه جعل لكل ميت وراثا يرثون (مِمَّا تَرَكَ) وهم (الْوالِدانِ) والأجداد والجدات (وَالْأَقْرَبُونَ) وهم الأولاد والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) كان الرجل يعاقد الرجل ، فيقول له : دمي دمك وحربي حربك وسلمي سلمك ، وترثني وأرثك ، وتعقل عني وأعقل عنك ، فيكون للحليف السدس من تركة حليفه ، فنسخ بقوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) ـ ٧٥ الأنفال».
٣٤ ـ (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) المراد بالرجال هنا خصوص الأزواج لا كل الرجال ، وبالنساء خصوص الزوجات لا جميع النساء ، أما قوامون فالمراد قائمون بشئونهن وعليهن أيضا ، ولكن لا قيام الراعي على الرعية والرئيس على المرءوس كلا ، فقد حدد الفقهاء هذه السلطة بثلاثة أشياء : أن يطلقها متى شاء ، وأن تطيعه في الفراش ، وأن لا تخرج من بيته إلّا بإذنه ، ولهن في عدا ذلك ، مثل الذي عليهن. (بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) ومهما قيل في المساواة بين المرأة والرجل فإنه أقوى منها على تحمل التبعات والمسئوليات وإنكار ذلك إنكار للبديهيات (وَبِما أَنْفَقُوا) فيه إيماء إلى أن الزوج إذا لم ينفق لم يكن قواما عليها ، ولها والأمر كذلك ، أن تطلب الطلاق منه والانفصال عنه (فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ) مطيعات لله قائمات بما عليهن للأزواج (حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) أن يحفظن في غياب الرجل ما يجب حفظه من الفروج وعفتها والأموال وصيانتها (بِما حَفِظَ اللهُ) من حقوقهن على الأزواج (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ)