نشزت المرأة : امتنعت واستعصت على زوجها (فَعِظُوهُنَ) أولا بالحسنى (وَاهْجُرُوهُنَ) ثانيا (فِي الْمَضاجِعِ) وفي هذا الهجر نوع من الإذلال وعدم الاكتراث بها (وَاضْرِبُوهُنَ) ثالثا ضربا خفيفا لمجرد الردع ، إن تك المرأة شريرة مستشرية لا يكبح جماحها وحمقها إلّا الضرب ، وفي شتى الحالات فإن الأمر هنا رخصة لا عزيمة ، واتفق الفقهاء أن ترك الضرب أولى.
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) في القيام بما عليهن من حقوق الأزواج (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) أبدا فلا عدوان إلّا على الظالمين ، أبعد هذا يتشدق ويتخذلق من في نفسه مرض ، ويقول : انظروا يا ناس كيف أباح الإسلام ضرب الزوجة مطلقا بلا قيد أو شرط؟ (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً) وعيد وتهديد لمن يقصر في حقوق المرأة.
٣٥ ـ ٣٦ ـ (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) إن خفتم أيها القضاة أو المؤمنون المصلحون أن يستمر الخلاف بين الزوجين (فَابْعَثُوا) الأمر هنا للندب لا للوجوب (حَكَماً) رجلا معتدلا يصلح لهذه المهمة (مِنْ أَهْلِهِ) يرتضيه الزوج (وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) ترتضيه الزوجة (إِنْ يُرِيدا) الزوجان (إِصْلاحاً) ظاهرا وباطنا لا ظاهرا فقط وحياء من الناس (يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) ما داما على نية الخير والوفاق. (وَاعْبُدُوا اللهَ) وما عبد الله بشيء أفضل من كف الأذى عن الناس (وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) لا تفعلوا شيئا إلّا لوجه الله والخير (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وعلى الأقل أن لا تسيئوا إليهما.
(وَبِذِي الْقُرْبى) الأرحام (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) قريب في جواره (وَالْجارِ الْجُنُبِ) بعيد الجوار (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) كرفيق السفر وما أشبه (وَابْنِ السَّبِيلِ) المنقطع في غربته (وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) فيه إيماء إلى الرفق بالحيوان (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً) متكبرا (فَخُوراً) وهل في الكون من يحب معجبا بنفسه محتقرا لغيره؟
٣٧ ـ (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) مبتدأ والخبر محذوف أي مذمومون (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) تماما كالشيطان يأمر بالمنكر ، وينهى عن المعروف (وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) يتظاهرون بالفقر كيلا يسألهم السائلون.
٣٨ ـ (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ ...) الذي ينفق رياء أسوأ حالا من البخيل ، لأن الرياء شرك خفي ، وتقدم في الآية ٢٦٤ من سورة البقرة (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) وأقرب المقربين إلى الشيطان من يقول ويفعل بوحي من الشيطان ، وهو يعتقد أنه يتصرف بوحي من الرّحمن.
٣٩ ـ (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أرأيت إلى هذه الملاطفة والحكمة في الدعوة إلى الخير؟ وأيضا ما ذا علينا نحن أهل العمائم لو اهتدينا بهذا الأسلوب القرآني؟