يستبدلونها بالهداية أي بالبقاء على اليهودية بعد وضوح المعجزات الدالة على صدق محمد (ص) (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) المؤدية إلى ما فيه لله رضا ، ولكم خير وصلاح.
٤٥ ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ) بكم منكم (بِأَعْدائِكُمْ) وقد حذركم منهم وأمركم أن تعدوا العدة لهم (وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً) فثقوا بولايته ونصرته إن أطعتم له وسمعتم ، ثم بين سبحانه من هم أعداء الإسلام والمسلمين بقوله :
٤٦ ـ (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) اليهود و «من» بيان للذين أوتوا نصيبا من الكتاب.
(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) تبعا لميولهم وأهوائهم (وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا) لا نقبل منك شيئا وإن كان حقا (وَاسْمَعْ) منا ذلك وكن على يقين منه (غَيْرَ مُسْمَعٍ) دعاء بالصمم وعدم السماع (وَراعِنا) كلمة سب في لغة اليهود ، وتقدمت في تفسير الآية ١٠٤ من سورة البقرة (لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ) صرفا للكلام عن الحق إلى الباطل (وَطَعْناً فِي الدِّينِ) لقد كان اليهود وما زالوا مفترين ورواغين (وَلَوْ أَنَّهُمْ) أي اليهود (قالُوا سَمِعْنا ...) مكان قولهم عصينا (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ) وما امتنعوا عن هذا القول الكريم إلا لأنه من صادق أمين ، ولو كان من شيطان رجيم لتسابقوا إليه (وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ) والملائكة والناس أجمعين.
٤٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) دعا محمد أتباع موسى وعيسى إلى الإيمان برسالته لأنها رسالة جميع الأنبياء ، فرفضوا. ولما ذا؟ لأن رسالة الله لا تجذبهم إليها ، والشيء الوحيد الذي يجذبهم إليه هو ما يحبون ويشتهون ... وينطبق هذا الوصف على العديد من قادة المسلمين! (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) المراد بالطمس التغيير ، وبالوجوه الوجهاء والرؤساء ، وبالرد على الأدبار جعل هؤلاء الرؤوس أذنابا ، والمعنى أن دائرة السوء لا بد أن تدور على الرؤساء الأدعياء لأنهم أصل البلاء.
(أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ) وفي تفسير الرازي ومجمع البيان والبحر المحيط : «لا بد من طمس أو مسخ في اليهود قبل قيام الساعة» (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) واقعا لا محالة ، إما بالمسخ وإما بغيره من أنواع العذاب.
٤٨ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) إلا لمن تاب ومات على التوحيد (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ) ما دون الشرك (لِمَنْ يَشاءُ) من الموحدين الذين لم يظلموا أحدا لقوله تعالى : (إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) ـ ٤٥ الشورى ... (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) ـ ٥٢ غافر» وللحديث القدسي المروي في أصول الكافي : «لا أدع ظلامة المظلومين وإن كانوا كفارا».
٤٩ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) بلى ، إنهم موجودون في كل عصر ، وكلما ازدادوا خزيا وضعة