ازدادوا تزكية لأنفسهم وإعجابا بها (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ) لأنه أعلم بالأتقى والأنقى (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) أي أنه تعالى يعاقب بالعدل من يدعي ما ليس فيه.
٥٠ ـ (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) وفي طليعتهم الذين قالوا : نحن شعب الله المختار وأحباؤه وأولياؤه.
٥١ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ) وهو الذي لا خير فيه (وَالطَّاغُوتِ) وهو كل معتد أثيم. أو قل : كل من يطاع من دون الله فهو جبت وطاغوت (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) قال اليهود : المشركون في عبادتهم للأصنام أفضل من المسلمين في إيمانهم بالله الواحد الأحد ، وهذا طعن صريح في التوراة التي أوصتهم بالنفور من الأصنام.
٥٢ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) لأنهم أشد سوءا وقبحا من السوء والقبح (وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) إلا من كان على شاكلته.
٥٣ ـ (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) أي بل إن كان لليهود دولة (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) نقرة في ظهر النواة. وكيف يعطون ودينهم السلب وديدنهم الكذب؟
٥٤ ـ (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) بل اليهود يحسدون محمدا والصحابة (عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) أي من النبوة والنصر والعز (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) العلم والنبوة (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) حيث أطاع بعضهم خلق كثير.
٥٥ ـ (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) أي من اليهود من آمن بهذا الإيتاء والإنعام على بعض آل ابراهيم (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) أعرض عن هذا الإنعام وكفر به وهو لهم وفيهم ، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل ، بل من بنى إسماعيل.
٥٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) وهي كل ما دل على الحق ، ومنه صدق محمد (ص) وأمانته (سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) كناية عن عظيم العذاب وشدته ، وخلوده أو طول مدته.
____________________________________
الإعراب : (كَيْفَ) محل نصب على الحال ، والعامل فيه يفترون. وجملة (يَفْتَرُونَ) محل نصب مفعول انظر. وكفى به الباء زائدة ، والهاء راجعة الى الافتراء ، وهو مصدر متصيد من يفترون ، والتقدير وكفى الافتراء. و (إِثْماً) تمييز بمعنى من اثم.