يفرّق بين الحق والباطل والحلال والحرام (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) بنوره.
٥٤ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ) معبودا وليس لله ندّ وشبيه (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) خالقكم (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) أي ليقتل من بقي على الإيمان منكم من ارتد عن دينه إلى عبادة العجل (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ) من الإصرار على الشرك (فَتابَ عَلَيْكُمْ) أي فعلتم ذلك فصفح وغفر سبحانه وتعالى (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) لمن تاب بإخلاص.
٥٥ ـ (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) عيانا (فَأَخَذَتْكُمُ) أماتتكم (الصَّاعِقَةُ) نار من السماء (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) إلى الصاعقة.
٥٦ ـ (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) في الدنيا (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) لاستكمال آجالكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمة الله.
٥٧ ـ (وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) كان ذلك في التيه حيث سخّر لهم الله السحاب يظللهم من الشمس (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَ) مادة لزجة تشبه العسل (وَالسَّلْوى) طائر يعرف بالسّمّن (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) أي قال لهم سبحانه : كلوا ... (وَما ظَلَمُونا) بكفرهم وعنادهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) كل من غلبة الهوى ظالم لنفسه.
٥٨ ـ (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) قيل هي أريحا ، ولم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) واسعا (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) شكرا لله (وَقُولُوا حِطَّةٌ) حطّ عنّا ذنوبنا (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) ان فعلتم ما تؤمرون (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) كل من اتقى وأحسن يزيده الله من فضله.
٥٩ ـ (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم (قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) قيل : إنهم قالوا مكان حطة حنطة استهزاء منهم
____________________________________
الإعراب : (يا قَوْمِ) منادى مضاف الى ياء المتكلم ، ثم حذفت الياء ، واجتزئ عنها بالكسرة ، و (جَهْرَةً) قائم مقام المفعول المطلق ، و (كُلُوا) فعل أمر ، والجملة محل نصب مفعول لفعل محذوف ، تقديره قلنا كلوا. (الْقَرْيَةَ) عطف بيان من هذا ، و (رَغَداً) نائب عن المفعول المطلق ، أي أكلا رغدا ، و (سُجَّداً) حال من واو الجماعة في (ادْخُلُوا) ، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل ، كعدل بمعنى عادل ، وحطة خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير مسألتنا أو أمرنا (حِطَّةٌ) ، تماما مثل صبر جميل أي حالنا صبر جميل ، مع العلم بأن النصب جائز أيضا.