عبادة الملائكة والنجوم (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) من كان من هؤلاء الفئات الأربع فعدل وآمن بالله ورسوله واليوم الآخر إيمانا خالصا وعمل عملا صالحا (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) لإيمانهم الخالص وعملهم الصالح (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من العقاب (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على فوات الثواب.
٦٣ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) بالعمل على ما في التوراة ، لأن الخطاب مع بني إسرائيل (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) جبل ، لما جاء موسى (ع) بالتوراة رفضها بنو إسرائيل فرارا من التكاليف الشاقة فارتفع الجبل فوقهم تخويفا فأذعنوا (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) من كتاب التوراة (بِقُوَّةٍ) بعزيمة ويقين (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) لا تهملوا منه شيئا (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لتكونوا من أهل التقوى.
٦٤ ـ (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) أعرضتم عن التوراة (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بإمهاله لكم (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) الهالكين بتعجيل العذاب.
٦٥ ـ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) حيث تجاوزوا الحد واصطادوا الحيتان المنهي عنها (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) ممسوخين مطرودين.
٦٦ ـ (فَجَعَلْناها) المسخة (نَكالاً) عقابا وعبرة (لِما بَيْنَ يَدَيْها) أي عبرة لمن حضرها وشاهدها في ذلك العهد (وَما خَلْفَها) أي عبرة لمن بعدها أيضا (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) أي ولكل من يتعظ ويعتبر ويبتغي أن يكون من الصالحين.
٦٧ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) كان في بني إسرائيل شيخ غنيّ ، فقتله قرابته ليرثوه ، واتهموا بعض بني إسرائيل ، وطالبوهم بدمه ، فثار الخلاف بينهم ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ، ويضربوه ببعضها فيحيا ، ويخبرهم بالقاتل (قالُوا) لموسى : (أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) أي من المستهزئين.
٦٨ ـ (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ) ظنوا أن البقرة عجيبة الشأن ، فسألوا عن أوصافها (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ) ليست مسنّة (وَلا بِكْرٌ) لا صغيرة ، بل هي (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) لا صغيرة ولا كبيرة بل وسط (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) من ذبح هذه البقرة.
____________________________________
الإعراب : (مَنْ) من قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بدل بعض من كل من الأصناف الثلاثة ، وهم اليهود والصابئة والنصارى ، وقوله (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) مبتدأ وخبر ، والجملة خبر انّ ودخلت الفاء على الخبر لمكان الموصول المتضمن لمعنى الشرط ، وخوف مبتدأ وخبره عليهم ، وأهملت (لا) عن العمل لمكان التكرار.