مثل حظ الأنثيين ، وإن كانوا للأم فقط فالذكر والأنثى بمنزلة سواء ، ولا ميراث إطلاقا لأخ أو أخت من الأم فقط مع الإخوة والأخوات من الأبوين ، ويرث مع المتقرب بالأم فقط ، والتفصيل في كتب الفقه. (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومن ذلك علمه بأي الأرحام أقرب إلينا نفعا.
سورة المائدة مدنيّة
وهي مائة وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) جمع عقد ، وهو في اللغة الربط ، وفي اصطلاح الفقهاء : ارتباط إيجاب بقبول على وجه مشروط ، يثبت أثره في محله وبمقتضى طبيعته (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) والبهيمة : كل ذات أربع من دواب البر والبحر ، والانعام : الإبل والبقر والغنم ، وهذه الأصناف الثلاثة حلال ولا يحرم منها (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) وقد تلا سبحانه علينا في الآية ١٧٣ من البقرة : (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) وأيضا يتلو علينا من المحرمات قوله سبحانه : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) أي محرمون في مكة المكرمة ، والمعنى أن كل ما يصطاده المحرم فلا يحل أكله سواء أكان من الأنعام أم من غيرها.
٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) وهي أحكام دينه ، ومن أظهرها وأكملها مناسك الحج والعمرة (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ) : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم (وَلَا الْهَدْيَ) ما يهدى إلى البيت الحرام من الأنعام (وَلَا الْقَلائِدَ) ما يقلد به الهدي من نعل وغيره لكي يعرف فلا يتعرض له أحد (وَلَا آمِّينَ) ولا قاصدين (الْبَيْتَ الْحَرامَ) لا تتعرضوا لأحد منهم بسوء حتى ولو قاصدا للتجارة وما أشبه (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً) وكل ما لم يرد فيه نهي من الله فهو فضل منه تعالى ورضوان له. (وَإِذا حَلَلْتُمْ) من إحرامكم (فَاصْطادُوا) إن شئتم ، ولكن في غير أرض الحرم (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) يحملنكم (شَنَآنُ) كراهية (قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ