المؤمنون حقا من دون الخلق أجمعين! لاحظ رسول الله (ص) أن رجلا يرابط في المسجد للعبادة من الفجر حتى العشاء ، فسأله : من يسعى عليك؟ قال : أخي. قال له : أذهب وأعمل ، أخوك أعبد منك.
٧٥ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) كل من عمل أعمال الصالحين السابقين فهو مثلهم من حيث الأجر والحسنات ، والله يضاعف لمن يضاعف من خدماته للدين والإنسانية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) هذه الآية واضحة الدلالة على أن من كان أقرب إلى الميت نسبا فهو أولى بميراثه من الأبعد ، سواء أكان الأبعد ذا سهم بنص القرآن أم لم يكن ، وسواء أكان عصبة أم غير عصبة ، فبنت الميت تحجب أخاه عن الإرث لأنها أقرب منه إلى المورث ، وأخته تحجب عمه لنفس السبب. أما قوله تعالى (فِي كِتابِ اللهِ) فمعناه في حكم الله ، وليس المعنى أن أصحاب الفروض المنصوص عليهم في كتاب الله يرثون بالفرض المنصوص فقط ، ولا يرثون بالرحم والقرابة على وجه العموم كما قيل.
سورة التوبة مدنية
وهي مائة وتسع وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فتح النبي (ص) مكة في العام الثامن الهجري ، وفي العام التاسع نزلت هذه السورة ، تعلن البراءة من المشركين وتنذر بالحرب كل مشرك يقيم في الجزيرة العربية ، وقال المفسرون : رسول الله دفعها إلى أبي بكر ليقرأها على المشركين ، ثم أخذها منه بأمر من الله وأعطاها لعلي بن أبي طالب.
٢ ـ (فَسِيحُوا) أيها المشركون (فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) بعد إعلان الحرب على المشركين أمهلهم سبحانه ٤ أشهر ينتقلون فيها آمنين حيث يشاءون ، فإن أسلموا بعدها فقد سلموا وإلا فجزاؤهم القتل ، وهذا الحكم لا يقاس عليه ، لأنه استثنائي خاص لسبب خاص (فَاعْلَمُوا) أيها المشركون (أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) لا نجاة لكم منهم.
٣ ـ (وَأَذانٌ) إعلام (مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ) بالبراءة من المشركين (يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) وهو يوم النحر العاشر من ذي الحجة ، وكان ابتداء الأشهر الأربعة بهذا اليوم من العام التاسع الهجري ، وانتهاؤها في اليوم العاشر من ربيع الآخر من سنة عشر ، وبعد هذه المدة يكون مصير المشركين في الجزيرة العربية الإسلام أو القتل. (فَإِنْ تُبْتُمْ) أسلمتم أيها المشركون (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) حيث يكون لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم