عَلى قَبْرِهِ)كان النبي (ص) يجري على المنافقين أحكام الإسلام عملا بظاهر الحال ، وكان إذا صلّى على ميت. أي ميت ، وقف على قبره يستغفر له ، فنهاه سبحانه عن الصلاة على المنافقين والوقوف على قبورهم لكفرهم ونفاقهم.
٨٥ ـ (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ ...) تقدم في الآية ٥٥ من هذه السورة.
٨٦ ـ (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ ...) تشير هذه الآية إلى المترفين الأغنياء الذين يرون لأنفسهم حقوقا مقدسة يمتازون بها على الفقراء ، وقد سماهم القرآن الكريم بأولي الطول أي القوة والسعة ويقال لهم في عصرنا الطبقة الرأسمالية ، والإسلام يرفض تقسيم الناس على أساس المال والاقتصاد ، ويساوي بين الجميع في كل الحقوق والواجبات ، ولا يرى لأحد من فضل إلا بما يقدم من جهاد وتضحيات لخدمة الإنسان والصالح العام ، وكان النبي (ص) يدعو أولي الطول إلى الجهاد كسائر الناس ، فتأخذهم العزة والغطرسة ، ويطلبون أن يعفيهم من ذلك.
٨٧ ـ (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) النساء والصبيان والمرضى (وَطُبِعَ) أي طبع الزهو والغرور (عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) أنه لا طبقات مالية في دين الله ولا فوارق اجتماعية ، وأنه يساوي بين البشر دون النظر إلى الجنس والغنى والفقر.
٨٨ ـ (لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) إذا تخلف المنافقون والمترفون عن فضيلة الجهاد فإن لها اهل أصفياء يضحون بالنفس والنفيس في سبيل الحق والعدل بنية خالصة مخلصة ، ويحتقرون القاعدين عن الجهاد حتى ولو عاشوا في رفاهية وترف.
٨٩ ـ (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ) للأصفياء المجاهدين وهم الرسول والذين آمنوا معه (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ...) تقدم في الآية ٧٢ من هذه السورة و ١٥ من آل عمران.
٩٠ ـ (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ) جاء قوم إلى النبي (ص) من سكان البادية ، ليأذن لهم بالتخلف عن الغزو معتذرين بالفقر وكثرة العيال (وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) وهؤلاء جماعة من المنافقين ما جاءوا إلى النبي (ص) ولا اعتذروا إليه (سَيُصِيبُ
____________________________________
الإعراب : (مِنْهُمْ) متعلق بمحذوف صفة لأحد ، وجملة مات صفة ثانية. و (أَبَداً) ظرف متعلق بتصلّ. و (أَنْ آمِنُوا أَنْ) للتفسير بمعنى أي