مبلّغ أن يعرض عمن أعرض ، ويتوكل على الله ، ومن يتوكل عليه كفاه ، ومن شكره جزاه. ونستغفره من التقصير.
سورة يونس عليهالسلام
مكيّة وهي مائة وتسع آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الر) تقدم نظيره في أول البقرة (تِلْكَ) إشارة إلى آيات هذه السورة أو (آياتُ الْكِتابِ) على وجه العموم (الْحَكِيمِ) الناطق بالحكمة والموعظة الحسنة.
٢ ـ (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) ليست المسألة عند الذين أنكروا الوحي والنبوة مسألة إعجاز وأن الله أعلم حيث يجعل رسالته كلا ، وإنما هي مسألة حسد (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) ـ ٢٤ القمر ... (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) ـ ٢٧ هود» (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) يعيش الناس في الجهل والخرافة والأوهام كما نرى بالحس والعيان ، وبالخصوص فيما يعود إلى الدين والعقيدة ، ولا يسوغ على حكمة الله سبحانه أن يترك عباده في الضلالة والجهالة بلا راع وهاد ، ولا على عدله أن يعاقب بلا بيان (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي كان سعيهم في الدنيا صادقا ومشكورا عند الله (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) ولما ذا ساحر؟ أبدا لا لشيء إلا لأن الله اختاره من دونهم ، ولو نزل الوحي عليهم لكان حقا وصدقا.
٣ ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) تقدم في الأعراف الآية ٥٤ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أمر الكون ، لا لشيء فيه إلا وراءه قضاء وتقدير بكلمة «كن» أو بالنواميس والعناصر التي أودعها سبحانه في الطبيعة (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) وبالأولى لا شريك ، وخير شفيع عنده تعالى كف الأذى عن عباده وعياله ، وهل تغفر أنت وتصفح عمن يسيء إلى أهلك وعيالك؟
٤ ـ (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) للحساب والجزاء والمصلحة العامة تستدعي ذلك ، لأن من ينكر البعث يرى الدنيا فريسة الغانم ، ومن الحماقة عنده أن يضيع أية فرصة للسلب والنهب إذا ضمن السلامة وأمن العقاب ، أما المؤمن بالله واليوم الآخر حقا وواقعا فيقبل على عمله وهو على يقين من قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) ٣٠ ـ آل عمران» (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) كل أقواله تعالى
____________________________________
الإعراب : المصدر المنسبك من أن أوحينا اسم كان ، وعجبا خبرها ، وللناس حال من العجب وأن أنذر (ان) مفسرة بمعنى أي. والمصدر المنسبك من أنّ لهم قدم صدق مجرور بالباء المحذوفة ، ويتعلق ببشر. جملة (يدبر) حال من الضمير في استوى. و (ما مِنْ شَفِيعٍ) (من) زائدة وشفيع مبتدأ ، ومن بعد إذنه (من) زائدة. وجميعا حال من الضمير في مرجعكم. وعد الله منصوب على المصدر. ومثله حقا.