٤٧ ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ) يبشرها وينذرها حيث لا عقاب بلا بيان (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ) بالبينات الدالة على صدقه وكذبوه (قُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي بين النبي ومن كذب برسالته (بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) بنقص من ثواب من أطاع ، ولا بزيادة في عقاب من عصى.
٤٨ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) لا زلت تهدد وتحذر ، فمتى تفعل وتنفذ؟
٤٩ ـ (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ) تقدم في الآية ١٨٨ من الأعراف ، وتكرر بأسلوب آخر ، وغير بعيد أن يكون القصد من هذا التكرار والتوكيد أن لا يقول المسلمون بمحمد ما قاله النصارى بعيسى. وفي الترجمة العربية لكتاب دراسات في حضارة الإسلام ل «هاملتون» أستاذ اللغة العربية في جامعة أكسفورد : «فالإسلام حين وضع الإنسان أمام الله بلا واسطة ، أكد بالضرورة مدى التباين بين الله والإنسان» (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ...) لفنائها وجزائها ، وتقدم بالحرف في الآية ٣٤ من الأعراف.
٥٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً) ليلا (أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) هذه الآية بجملتها جواب عن قول الجاحدين : متى هذا الوعد؟ فأمر سبحانه لبيه أن يقول لهم : أي العذابين تستعجلون : الذي يأتيكم وأنتم نيام أو الذي يأتيكم وأنتم قيام بأعمالكم؟ وإذا لم يكن شيء من ذا ولا ذاك ، فأين المفر من يوم الجمع للحساب والجزاء.
٥١ ـ (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) حذرناكم من سوء العاقبة ، فسخرتم ولم تحتاطوا لأنفسكم ، فهل معنى هذا أنكم لا تؤمنون وتصدقون إلا بعد الهلاك والتدمير؟ فذلك الحمق بعينه.
٥٢ ـ (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ) الذي كنتم به تكذبون.
٥٣ ـ (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) العذاب الذي وعدتنا به يوم القيامة ، وما من شك أن هذا السؤال جاء بوحي من إيمانهم السابق بأن محمدا هو الصادق الأمين (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) وآمن الكثير بمحمد (ص) لصدقه وإخلاصه وخلقه.
٥٤ ـ (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ) من هول العذاب وشدته ، ولكن لا فدية ولا معذرة في ذلك اليوم (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ)
____________________________________
الإعراب : (ثُمَ) هنا للترتيب لفظا ، لا معنى. (مَتى هذَا الْوَعْدُ) ، هذا مبتدأ مؤخر ، ومتى خبر مقدم ، والوعد عطف بيان. وما شاء الله (ما) مصدرية والمصدر المنسبك مجرور بباء محذوفة ، أي بمشيئة الله. وبياتا ظرف زمان أي ليلا والعامل فيه أتاكم.