١٠٨ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) وليس بعد الحق إلا الضلال ، وللإنسان أن يختار لنفسه (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) ما أنا موكل بكم من الله سبحانه حتى تكونوا به مؤمنين ، وإنما أنا بشير ونذير ...
١٠٩ ـ (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ) حتى ولو كفر كل الناس (وَاصْبِرْ) على كل ما تعانيه في سبيل دينك وإيمانك (حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ) حتى يفتح الله بينك وبين من نصب لك الحرب والبغضاء (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) بحسابه وجزائه.
سورة هود
مكيّة وهي مائة وثلاث وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الر) انظر أول سورة البقرة (كِتابٌ) هذا كتاب ، إشارة إلى القرآن الكريم (أُحْكِمَتْ آياتُهُ) فنا وعلما (ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) بيّن سبحانه في كتابه آيات العقيدة والأحكام والمواعظ والقصص وغيرها. وقد دل سبحانه عباده على ذاته وشريعته بكتابين : كوني وهو الكون ، وتدويني وهو القرآن ، وكل منهما يقول :
٢ ـ (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) لأن كل من وما عداه فهو مصنوع له صانع مثلكم ، ونكرر هنا قول فولتير الذي ذكرناه فيما سبق : «وجود الله فرض ضروري ، لأن الفكرة المضادة حماقات.». ومن الصدف اني قرأت ـ وأنا أفسر هذه الآية ـ مقالا عن كتاب «محمد» للمستشرق الفرنسي مكسيم رودينسون ، نشرته مجلة المصور المصرية في عدد ٢٢ تشرين الثاني سنة ١٩٦٨ ، وفيه : «يؤكد المؤلف ان القرآن نقل إلى الأجيال التالية رسالة الإنسان المقهور المستغل ، ذلك الإنسان الثائر على الظلم والقهر ، وزوده بحافز التسلح بالقوة لكي يقهر المستبدين والظالمين والمنافقين ـ ثم قال المؤلف ـ ان الإسلام نظام وعقيدة وأسلوب حياة ، ونظرة شاملة الى الكون والإنسان».
____________________________________
الإعراب : (أَلا) اداة تنبيه.