٤٥ ـ (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ) امر سبحانه نوحا أن يحمل أهله والمؤمنين في السفينة إلا من سبق عليه القول ، وكان الابن من هؤلاء الذين حقت عليهم كلمة الغرق ، ولكن الله ، عظمت كلمته ، لم يخبر نوحا بهلاك ابنه لسبب أو لآخر وحين غرق سأل واستعلم عن حال ولده الغريق.
٤٦ ـ (قالَ) سبحانه : (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) الذين وعدتك بنجاتهم ، بل هو من الذين سبق عليهم القول ، وبهذا يتبين خطأ من تخيل أنه ابن امرأة نوح لا ابن نوح ، لأن النفي هنا لم يتعلق ب «أهلك» بل بوعد النجاة للابن وكيف ينسب إلى غير نوح والله يقول بكل وضوح : (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ)؟.
(إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) أي ذو عمل غير صالح (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) هذه الجملة تومئ إلى الشدة في الجواب (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) وهذه تومئ إلى الرفق في الجواب ، ومعنى هذا أن الله سبحانه جمع في رده على سؤال نوح بين الرفق والشدة ، فثاب نوح إلى نفسه وقال :
٤٧ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) بأن ابني من الهالكين في حكمك وقضائك (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) كل من آمن بالله حقا وصدقا يسأله تعالى الصفح والرحمة حتى أتقى الأتقياء ، لأن من عظم الخالق في نفسه صغر ما دونه في عينه حتى الموت في سبيله تعالى.
٤٨ ـ (قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) من المؤمنين وعلى كل مؤمن ومؤمنة من ذريتك إلى يوم القيامة (وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ) متاع الحياة الدنيا ، والمراد بهذه الأمم الكفار بدليل قوله تعالى : (ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) وما لهم من ناصرين.
٤٩ ـ (تِلْكَ) إشارة إلى قصة نوح (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ) الخطاب لمحمد (ص) (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ) ما سمعتموها من راو ولا قرأتموها في كتاب ، وإذن هي من أنباء الغيب ووحي السماء (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) ادع إلى ربك ، واصبر على ما أصابك في سبيل الله ، وثق بالنصر من عنده.
٥٠ ـ ٥٢ ـ (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ...) واضح ،
____________________________________
الإعراب : (رَبِ) منادى ، وأصلها ربي ، وحذفت الياء للتخفيف. وعمل غير صالح على حذف مضاف أي ذو عمل. و (بِهِ) متعلق بعلم. والمصدر المنسبك من (أَسْئَلَكَ) مجرور بمن محذوفة أي أعوذ بك من سؤالك. والا كلمتان ان الشرطية ولا النافية وأدغمت النون باللام ،