اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ) في ترك دعوتكم إلى الحق ، وتقدم في الآية ٢٨ من هذه السورة (فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) إن سكت عن إرشادكم لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما في الحديث :
٦٤ ـ (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً ...) تقدم في الآية ٧٣ من الأعراف.
٦٥ ـ (فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) عقروا الناقة ولم يكترثوا فأمهلهم سبحانه ٣ أيام عسى أن يندموا ويتوبوا ، ولما أصروا حقت عليهم كلمة العذاب.
٦٦ ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا ...) تقدم مثله قبل قليل في الآية ٥٨ من هذه السورة.
٦٧ ـ ٦٨ ـ (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) ارتجفت لها قلوبهم ، واضطربت الأرض من تحتهم ، وأصبحوا جثثا باردة هامدة ، وتقدم في الآية ٧٨ من الأعراف.
٦٩ ـ (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) المراد بالرسل هنا ملائكة من السماء ، دخلوا على ابراهيم الخليل (ع) في صورة الآدميين ، فحيوه ورد التحية ، (فَما لَبِثَ) أسرع لم يتوقف ويتردد. (أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) مشوي ، وكان ابراهيم معروفا بحب الأضياف.
٧٠ ـ (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ) إلى العجل (نَكِرَهُمْ) أنكرهم ولم يعرف حقيقتهم (وَأَوْجَسَ) أحس (مِنْهُمْ خِيفَةً) امتنعوا عن الطعام لأنهم ليسوا بشرا ، وخاف ابراهيم منهم لأنهم ليسوا كما ظن (قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا) ملائكة (أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) ولا نريد بك سوءا ولا بقومك.
٧١ ـ (وَامْرَأَتُهُ) سارة (قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ) قال بعض المفسرين : ضحكت لأن أضيافها لم يأكلوا من طعامها ، وقال آخر : بل ضحكت استبشارا بهلاك قوم لوط لكثرة فسادهم! وكل ذلك رجم بالغيب حيث لا آية منزلة ولا رواية ثابتة. واطرف من ذلك وأغرب ما في تفسير آخر أن جبريل مسح العجل المشوي بجناحه ، فقام يدرج حتى وصل بامه الموجودة في الدار! ولما ذا هذا التكدير والتعكير لبهاء الإسلام وصفائه؟ (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) فتلد هي اسحق ، ويولد لإسحق يعقوب ، وفيه دلالة أن ولد الولد ولد.
____________________________________
الإعراب : (هذِهِ) مبتدأ و (ناقَةُ اللهِ) خبر ، و (لَكُمْ) حال مقدم من آية ، وآية حال من ناقة الله ، والعامل فيه اسم الاشارة لأنه بمعنى أشير فيأخذكم منصوب بأن مضمرة بعد الفاء. و (أَيَّامٍ) أصلها ايوام ، ثم قلبت الواو ياء ، وأدغمت الياءان. فصارت أيام. (وَمِنْ خِزْيِ) معطوف على نجينا أي ونجيناهم من خزي ، وكأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف أي كأنهم لم يغنوا.