٧٢ ـ (قالَتْ يا وَيْلَتى) كلمة للتفجع والأصل يا ويلي ، فأبدلت ياء المتكلم ألفا ، ومثلها يا عجبا يا أسفا (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) في بعض التفاسير : كان عمرها ٩٩ سنة ، وقال الطبرسي في جوامع الجامع : ٧٨ ، وفي قاموس الكتاب المقدس : ٨٩ ، وكل ما نعرفه نحن أنها كانت متقدمة في السن كما نطقت الآية ، أما التحديد فعلمه عند ربي (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) لأنه غير مألوف ومعروف بين الناس.
٧٣ ـ (قالُوا) ـ أي الملائكة ـ (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) كيف؟ وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) أي بيت النبوة ، وقد خصكم الله بالكثير من نعمه ، وهذه واحدة منها ، وما هي بأعجب من جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم.
٧٤ ـ (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) الخوف (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) باسحق ويعقوب (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) أي يستغيث بالله ، وإياه يرجو ، وله يدعو أن يمهل قوم لوط ، فهل في هذا شيء من الذنب؟ حاشاه ألف كلا ، بل العكس هو الصحيح.
٧٥ ـ (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ) رقيق القلب يكثر التأوه والدعاء (مُنِيبٌ) يرجع إلى الله في كل أمر ، ومن أجل هذا تضرع إليه تعالى أن يمهل من عصاه وعبد سواه ، ولكن الله سبحانه لو علم فيهم خيرا لأمهلهم ، ولذا قال عظمت كلمته.
٧٦ ـ (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) وإن تك الرحمة والرأفة دينك وديدنك (إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) بعذاب المشركين لليأس منهم ومن توبتهم.
٧٧ ـ (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) سيء فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود إلى لوط ، وضمير «بهم» يعود إلى الملائكة ، والباء هنا للسببية ، والمعنى أن لوطا لما رأى الملائكة استاء وضاقت نفسه بسببهم ، حيث خشي من قومه عليهم ، لأنهم يتعاطون عمل الجنس القبيح ، وفي بعض التفاسير : أن الملائكة وردوا على لوط في أجمل صورة يكون عليها غلمان حسان الوجوه ابتلاء من الله لقوم لوط كي تكون لله الحجة البالغة عليهم.
٧٨ ـ (وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) أسرعوا إلى بيت لوط فرحين مستبشرين بهذه الغنيمة الباردة ، وذهلوا عن المخبآت والمفاجئات (وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) المشار إليها في الآية ٨١ من الأعراف (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ قالَ) ـ لوط ـ (يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي)