يريد بنات أمته ، لأن النبي أبو الأمة (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) وفي تصرفكم فتروجوهن حلالا ، ودعوا اللواط (فَاتَّقُوا اللهَ) وكيف يتعظون بمواعظ الله وهم في المآثم إلى الآذان؟ (وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي) لا تفضحوني في الإساءة إليه فإن من حق الضيف الإحسان إليه (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) يصدكم عن الضلال والفساد.
٧٩ ـ (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) لما ذا تعرض علينا النساء؟ وأنت تعلم علم اليقين ما لنا بهن من أرب ورغبة ، وإن بغيتنا الرجال دون النساء.
٨٠ ـ (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) ناصر ينصرني عليكم (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) أو مجير يجيرني من شركم ، قال هذا وهو لا يعلم أن الناصر في بيته والمجير إلى جانبه ، ولما رأى الملائكة قلق لوط وحزنه أعلموه بحقيقة أمرهم.
٨١ ـ (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) وقد جئنا لهلاك القوم الفاسقين (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) طلب الملائكة من لوط أن يخرج ليلا بأهله ، وأن لا ينظر أحد إلى ما وراءه ، وقد تكون الحكمة من ذلك أن الملتفت إذا رأى ما نزل في دياره من الدمار فيرق ويحزن ، أما امرأة لوط ، فتركها مع القوم الكافرين لأنها منهم ، فكان عليها ما عليهم.
٨٢ ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) الهاء لمدائن لوط (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) طين متحجر (مَنْضُودٍ) متراكم بعضه فوق بعض ، أو ينزل متتابعا بعضه أثر بعض.
٨٣ ـ (مُسَوَّمَةً) لها علامة خاصة تدل عليها ، ولا تصيب إلا من يستحقها ، والمعنى أنه تعالى أنزل على مدائن لوط عذابين : الخسف والمطر بحجارة من السماء. انظر تفسير الآية ٨٣ و ٨٤ من الأعراف.
٨٤ ـ ٨٦ ـ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ...) كل الأنبياء ينطلقون في دعوتهم من التوحيد وعبادة الله الذي لا إله سواه ، ولا تختص هذه الدعوة بنبي دون نبي أو بأمة دون أمة أو بشعب دون شعب أو بجيل دون جيل. ثم يمضي كل نبي في النهي عن المنكر ومساوئ الأخلاق الشائعة الذائعة في عصره ، وكان قوم شعيب يفسدون في الأرض. ويبخسون الناس أشياءهم : إذا اكتالوا عليهم يستوفون وزيادة ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، أنكر عليهم شعيب هذه المساوئ ، فأنكروه ، وكان شأنهم معه كشأن غيرهم مع أنبيائهم ، وتقدمت قصة شعيب مع قومه في الآية ٨٦ وما بعدها من الأعراف.
____________________________________
الإعراب : (وَجاءَهُ) بمعنى قصده ولذا تعدى الفعل الى مفعول. (وَمِنْ قَبْلُ) الواو للحال ويا قوم أصله يا قومي.