رقيب (عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) من خير أو شر أحق أن يعبد أم هذه الأصنام؟ (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ) اكشفوا عن أسماء ما تعبدن ، لننظر : هل هم جديرون باسم آلهة أو اسم شركاء مع الله أو اسم شفعاء عنده؟
(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) لا وجود لشركاء الله وإلا لعلم بهم ، وذكر سبحانه الأرض لأن الشركاء المزعومة أرضية لا سماوية (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) أم أن شركاء الله قول فارغ من المعنى وظاهر بلا واقع (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) أي مكر الشيطان بعبدة الأصنام ، وزين لهم أنهم شركاء الله (وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ) بعد أن غرق المشركون في الضلالة والغواية ، ابتعدوا عن الحق وسبيله (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) لأنه أصر على رفض الهداية (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) لا أحد يهديه إلا أن يحاسب نفسه ، ويرجع إلى رشده ، ويتوب إلى ربه.
٣٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ...) لما ذكر سبحانه عقاب الجاحدين بثواب المتقين : روح وريحان وجنة نعيم.
٣٦ ـ (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) يقول سبحانه لنبيه ، ان الذين أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وأصحابه ومن النصارى كالنجاشي وأتباعه يفرحون كثيرا بالآيات التي تنزل عليك من ربك ، لأنها تزيدهم إيمانا وثقة بدينهم الجديد.
(وَمِنَ الْأَحْزابِ) الذين تألبوا عليك يا محمد ، وأصروا على الكفر والضلال (مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) بعض ما جاءك من الحق لأنه مخالف لهواه ، ويعترف بما يوافقه ، وما من شك أن اعترافه وإنكاره بمنزلة سواء ما دام الحق عنده هو ما يشتهي ويهوى.
٣٧ ـ (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا) المراد بالحكم هنا القرآن لأنه حكم الله ، وكما أرسل كل نبي قبل محمد بلغة قومه فقد أرسل محمد (ص) كذلك (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ ...) تقدم في الآية ١٢٠ من البقرة وغيرها.
___________________________________
الإعراب : أفمن (من) اسم موصول مبتدأ والخبر محذوف أي كمن ليس كذلك. وهو قائم مبتدأ وخبر ، والجملة صلة الموصول. أم تنبئونه (أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة أي بل أتنبئونه. ومن يضلل (من) مبتدأ وفما نافية ، وله متعلق بمحذوف خبرا لهاد ، ومن الداخلة عليه زائدة إعرابا ، والجملة خبر من يضلل الله.