سورة الكهف
مكية وهي مائة وعشر آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) قولوا : الحمد لله (الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ) العبد : محمد ، والكتاب : القرآن (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) لا عوج في أحكامه ولا زيغ في نظامه.
٢ ـ (قَيِّماً) بل جعله مستقيما معتدلا (لِيُنْذِرَ) القرآن الناس (بَأْساً) منصوب بنزع الخافض أي ببأس وهو العذاب ، والمعنى أنزل سبحانه القرآن على محمد (ص) لينذر من كذّب الحق وأعرض عنه بعذاب شديد (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) لا الذين يؤمنون ويأكلون ولا يعملون ، ولا فرق إطلاقا بين من يجاهد بالسيف في ميدان القتال ومن يعمل في أي حقل من أجل الحياة.
٣ ـ (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) خالدين في نعيم الله وثوابه بلا انقطاع وزوال.
٤ ـ (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) أب وابن.
٥ ـ (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ) لا حجة لهم ولا لآبائهم فيما يدعون (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) انتصبت كلمة على التمييز ، والتقدير كبرت الكلمة كلمة ، أي كبر وعظم جرمها وعقابها.
٦ ـ (فَلَعَلَّكَ) يا محمد (باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) لما ذا تهلك نفسك بالهمّ والغم أسفا أو تكاد تهلكها من أجل إعراض الجاحدين عنك وعن القرآن؟ دعهم وشأنهم وارفق بنفسك ولا تقهرها.
٧ ـ (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) في الدنيا زخرف وترف ، يميز بهما سبحانه بين الطيب المستقيم على صراط الحق والهداية ، وبين الخبيث الذي تتحكم به الشهوات والمغريات.
___________________________________
الإعراب : (الْحَمْدُ) مبتدأ وخبر والجملة مفعول لفعل محذوف أي قولوا الحمد لله. (قَيِّماً) مفعول لفعل محذوف اي بل جعله قيما ، او حال من الكتاب اي انزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا. و (لِيُنْذِرَ) منصوب بان مضمرة بعد اللام ، والمصدر المجرور باللام متعلق بقيم او بأنزل. وماكثين حال ضمير (لَهُمْ). وابدا ظرف منصوب بماكثين. و (مِنْ عِلْمٍ) من زائدة اعرابا وعلم مبتدأ مؤخر ، ولهم به خبر. وفاعل كبرت محذوف يدل عليه (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) او كلمة ، والتقدير كبرت المقالة كلمة او كبرت الكلمة كلمة. وكذبا صفة لمفعول مطلق محذوف اي قولا كذبا. وأسفا مفعول من اجله لباخع. وأيهم مبتدأ ؛ واحسن خبر ، وعملا تمييز.