٥٠ ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا ...) تقدم مرات ، منها في الآية ٣٤ من البقرة (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي) المراد بذرية الشيطان حزبه وأنصاره الذين يضللون الناس عن الحق والخير وكل من يسمع لهم ويطيع فقد اتخذهم أولياء من دون الله (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) هم يعود للشيطان وأوليائه ، ولكم خطاب لمن أطاعهم ، وبئس للذمّ والتوبيخ ، والظالمون كل من استبدل طاعة الشيطان وأوليائه بطاعة الرحمن وكتبه وأنبيائه.
٥١ ـ (ما أَشْهَدْتُهُمْ) ضمير متكلم لذات الله القدسية ، وضمير الغائب للشيطان وحزبه وغيرهم من الأصنام والشركاء المعبودة الموهومة (خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يقول سبحانه : أنا وحدي خلقت الكون ، ولم يكن معي حين أوجدت وأبدعت نظير أو مشير ولا شاهد أو ناظر.
(وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) وكذلك حين خلقت إبليس وأولياءه والشركاء المزعومة ، ما أشهدت بعضهم خلق بعض (وَما كُنْتُ) أيضا ضمير المتكلم للذات القدسية (مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) أعوانا ، كيف والله سبحانه يعين ولا يستعين.
٥٢ ـ (وَيَوْمَ يَقُولُ) سبحانه للمشركين : (نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) بأنهم ينفعون ويضرون في هذا اليوم العصيب (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) لأنهم صم بكم ، ولو استجابوا لأنكروهم وتبرأوا منهم (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً) مهلكا ، والمعنى لا صلة ولا جامع مشترك غدا بين التابع الضال والمتبوع المضل إلا الهلاك والعذاب.
٥٣ ـ (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) حين رأوا جهنم أيقنوا بأن الواقعة واقعة على رؤوسهم لا محالة (وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً) مهربا ، كيف والإله الطالب؟
٥٤ ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) أي بيّنّا بشتّى الأساليب (فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) في العقيدة والشريعة والأخلاق بالحجج والبراهين. وتقدم بالحرف في الآية ٨٩ من الإسراء (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) المراد بالإنسان هنا أكثر أفراده أو الكثير منهم ، من باب إطلاق الكلي على بعض الجزئيات والمراد بالجدل هنا مجرد المعاكسة وعرض العضلات إن كان الجدل مع الدارسين والمتعلمين ، لأن القرآن حق لا ريب فيه.
٥٥ ـ (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا) بالحق (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) القرآن (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ) يتوبوا إليه (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) العذاب والهلاك (أَوْ
___________________________________
الإعراب : (كانَ مِنَ الْجِنِ) الخبر محذوف أي كان أصله من الجن. (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) فاعل بئس ضمير مستتر وبدلا تمييز أي بئس البدل بدلا ، والمخصوص بالذم محذوف ، وهو إبليس وذريته. ويوم منصوب بفعل محذوف أي واذكر يوم يقول. (جَدَلاً) تمييز. والمصدر من (أَنْ يُؤْمِنُوا) مجرور بمن محذوفة. والمصدر من ان (تَأْتِيَهُمْ) فاعل منع.