يهديك (إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) عودني سبحانه على فضله وإحسانه.
٤٨ ـ (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) هجر إبراهيم قومه وأهله في الله ، وزهد فيها وفي الدنيا لوجه الله ، فأبدله سبحانه في الدنيا خيرا منهم حيث وهبه إسماعيل وإسحاق ومن بعده يعقوب ، وشرّفهم بالنبوة.
٤٩ ـ ٥٠ ـ (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا) وفي الآية ١٦٣ من النساء : (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) وهل من نعمة أجلّ من هذه وأعظم؟ : الوالد وولدان للصلب والحفيد كلهم أنبياء ، بل وأحفاد الأحفاد ، ومن هنا كني إبراهيم الخليل أبو الأنبياء.
٥١ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ) في القرآن (مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) بمعنى المختار والمصطفى.
٥٢ ـ (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) الطور هو الجبل الذي كلم الله موسى عليه ، والمراد بالأيمن يمين موسى لأن الجبل لا يمين له وشمال (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) خاطبه الله مباشرة وبلا واسطة.
٥٣ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا) المراد بوهبنا هنا أن الله سبحانه شدّ عضد موسى بأخيه هرون كما في الآية ٣٥ من القصص ، وكان هرون أكبر من موسى بثلاث سنوات ، ويمينة في جميع أعماله. وتقدم الحديث عن موسى مرات ومرات.
٥٤ ـ ٥٥ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ ...) كان وفيا بطبعه ، يفعل ما يقول ، ولا يقول ما لا يفعل ، وأيضا كان وفيا لدينه وللإنسانية جمعاء دون أي مقابل إلا مرضاة الله سبحانه ، ومن أجل هذا كان رسولا نبيا وعند ربه مرضيّا.
٥٦ ـ ٥٧ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) هذا كل ما نعرفه ونؤمن به عن إدريس ، أما ما جاء في التفاسير من أنه رفع إلى السماء وأول من خط بالقلم وتعلم الحساب وما يشبه ذلك ـ فهو من الإسرائيليات.
٥٨ ـ (أُولئِكَ) إشارة إلى كل من ذكر في هذه
___________________________________
الإعراب : (نَجِيًّا) حال من ضمير (قَرَّبْناهُ). وهرون بدل من (أَخاهُ) و (نَبِيًّا) حال من هرون وعند رب متعلق بمرضيا. ومكانا ظرف منصوب برفعناه. وسجدا وبكيا حال أي ساجدين باكين.