١١٣ ـ (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) كما نظنّ ونتصور (فَسْئَلِ الْعادِّينَ) الذين يحصون علينا أعمالنا وأيامنا.
١١٤ ـ (قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) كل أمد ينقطع وينتهي بالزوال فهو قليل مهما طال.
١١٥ ـ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) كل ما فيكم من عقل وحواس وأعضاء وغرائز ، وجد باطلا ومن غير هدف.
١١٦ ـ (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ) المنزّه عن العبث والباطل ، خلق فسوّى ، وقدّر فهدى.
١١٧ ـ (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) بل البرهان قائم على العكس ، فكل شيء يدل على أنّه الواحد الأحد ، ولا يتصور أن يشاركه غيره في شيء من خلقه ، وتقدم البيان في تفسير الآية ٧٣ من المائدة و ٢٢ من الأنبياء وغيرهما. (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) افتتح السورة بفلاح المؤمنين ، وختمها بضلال الكافرين مع الأمر بهذا الدعاء :
١١٨ ـ (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) ولا تفضيل في كلمة خير هنا حيث لا رحمن ورحيم إلا هو ، ولا غافر وناصر سواه. وهو وحده المسئول أن يثبتنا على دينه ، ويهب لنا مغفرة ورحمة من فضله بالنبيّ وآله عليهم أزكى الصلوات.
سورة النّور
مدنيّة وهي أربع وستون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (سُورَةٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي هذه السورة. وقال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين : المراد بها مجموعة من اي الذكر الحكيم ، أقلها ثلاث آيات ، وهي مأخوذة إمّا من سور المدينة ، وإمّا من السورة بمعنى المنزلة والرتبة ـ أي الفضل والشرف ـ. (أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) أوجبنا ما فيها من الحدود والأحكام الآتية (آياتٍ بَيِّناتٍ) واضحات غير متشابهات.
___________________________________
الإعراب : و (قَلِيلاً) صفة لمفعول محذوف أي زمنا أو لبثا قليلا. والمصدر من انكم تعلمون فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت علمكم. و (عَبَثاً) مصدر في موضع الحال من خلقناكم أي عابثين. وأنما خلقناكم (أَنَّما) كلمتان أنّ المشددة وما الكافة عن العمل. وانكم عطف على أنما خلقناكم. وهو بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي لا إله موجود إلا هو ، ورب العرش خبر بعد خبر. (وَمَنْ يَدْعُ) من شرطية. وجملة لا برهان له صفة «إلها». فإنما حسابه جواب الشرط.