١٥ ـ (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) تديرون حديث الإفك بألسنتكم ، وينقله بعضكم عن بعض من غير دليل ، وتظنون ذلك سهلا ، وهو عند الله من كبائر الآثام.
١٦ ـ (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا) لا ينبغي للمؤمن أن يشارك في حديث الفاحشة إذا خاض فيه الأراذل والأشرار ، بل الأليق به أن ينهى عنه (سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ) هذا إشارة إلى اتهام الأبرياء بالإفك ، وانه من أكبر الآثام وأعظمها عند الله.
١٧ ـ (يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً) المراد بالوعظ النهي عن التكرار والإصرار على حديث الإفك وأمثاله من المنكرات.
١٨ ـ (وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) بيّن سبحانه لعباده الأحكام ، وبثّ المواعظ عن علم بما يصلحهم وينفعهم.
١٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) أي حديث الفاحشة (فِي الَّذِينَ آمَنُوا) الأبرياء الأطهار (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا) بإقامة الحد (وَالْآخِرَةِ) بنار جهنم ، وإن قال قائل : إن عوقب المجرم على جريمته في الدنيا لم يعاقب عليه في الآخرة كما في الحديث ، وأيضا لا يستقيم في عدالته تعالى أن يجمع بين عقوبتين على ذنب واحد ـ قلنا في جوابه : القذف بالفاحشة شيء ، وإشاعتها ونشرها بين الناس شيء آخر ، فإذا قذف المجرم وأشاع يحدّ على القذف في الدنيا ويعذّب في الآخرة على النشر والإذاعة (وَاللهُ يَعْلَمُ) ما فيه صلاح الفرد والمجتمع (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من الأمور إلا ما ظهر منها.
٢٠ ـ (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ) لعاجل العصاة منكم بنقمته ، ولكنه بعباده رؤوف رحيم ٢١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) بإشاعة الفاحشة في الأبرياء ، ولا بشيء مما يدعوكم إليه (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) من أمكن الشيطان من نفسه قاده إلى كل جريمة ورذيلة (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) كلكم يوسوس
___________________________________
الإعراب : والمصدر من ان نتكلم اسم يكون. والمصدر من (أَنْ تَعُودُوا) مفعول من أجله ليعظكم. والمصدر من (أَنْ تَشِيعَ) مفعول يحبون. (مِنْ أَحَدٍ) من زائدة إعرابا وأحد مفعول زكى.