له الشيطان ، ويهم بطاعته إلا من عصم الله (وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) بأهل الخير الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وهؤلاء هم الذين يزكيهم الله ويثيبهم دون عباده ، أمّا الصم البكم عن الخير فإن الله لهم بالمرصاد.
٢٢ ـ (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا) يأتل : يحلف من آليت إذا حلفت ، وأولوا الفضل : أهل الفضل في الدين والإحسان ، والسعة : الاتساع في المال ، والمعنى لا يحلف المؤمنون والمحسنون أن يقطعوا أرحامهم الفقراء المهاجرين إلى الله ، وإن بدرت بادرة من أحد هؤلاء فالعفو أقرب للتقوى (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) من أحب أن يصفح الله عنه فليصفح هو عمّن أساء إليه ، ومن لا يرحم لا يرحم.
٢٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ) ذوات الصون والغفلة عن الزنا ، وكذلك من يرمي المؤمنين الغافلين (لُعِنُوا) طردوا من رحمة الله ورضوانه (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) إلا أن يتوبوا ولا يعودوا لمثله أبدا.
٢٤ ـ (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) بما نطقت (وَأَيْدِيهِمْ) بما فعلت (وَأَرْجُلُهُمْ) إلى ما سعت.
٢٥ ـ (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ) أي الجزاء الذي يستحقون (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) وعدا ووعيدا وحسابا وجزاء.
٢٦ ـ (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ) المراد بالخبيثات السيئات من الأقوال والأفعال ، وبالخبيثين السيئون رجالا ونساء تغليبا للذكور على الإناث ، والمراد بالطيبات : الحسنات من الأقوال والأفعال ، وبالطيبين المحسنون رجالا ونساء أيضا تغليبا للذكور على الإناث ، وعليه يكون المعنى : بالسيئات يستدل على المسيئين ، وبالمسيئين يستدل على السيئات ، وبالحسنات يستدل على المحسنين ، وبالمحسنين يستدل على الحسنات. وقال كثير من المفسرين : المعنى الزوجة الخبيثة للزوج الخبيث هي له وهو لها ، والزوجة الطيبة للزوج الطيب هي له وهو لها؟ وينتقض هذا التفسير طردا وعكسا بزوجة فرعون الشهيدة الطيبة ، وزوجة نوح الخبيثة ، وكذلك زوجة لوط. (أُولئِكَ) الطيبون والطيبات (مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) أي مما يقوله عنهم الخبيثون والخبيثات ، وأيضا لهم عند ربهم الدرجات العلى.
___________________________________
الإعراب : والمصدر من (أَنْ يُؤْتُوا) منصوب بنزع الخافض أي على الإيتاء. واللام في (لْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا) لام الأمر. و (أَلا تُحِبُّونَ) الا هنا للتحضيض مثل هلا. والمصدر من (أَنْ يَغْفِرَ) مفعول (تُحِبُّونَ). يوم تشهد : (يَوْمَ) متعلق بما تعلق به لهم عذاب أليم. (وَيَوْمَئِذٍ) متعلق بيوفيهم.