(أَوْ أَبْنائِهِنَ) وابن الابن ابن ومثله ابن البنت (أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَ) وإن نزلوا (أَوْ إِخْوانِهِنَ) من الأم والأب أو من أحدهما (أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَ) وإن نزلوا (أَوْ نِسائِهِنَ) يحرم على المسلمة أن تكشف عن سوأتها أمام مثلها حتى ولو كانت أمها أو بنتها ، ويحل لها أن تتجرد أمام مسلمة ما عدا السوأة ، ولا يحل ذلك أمام غير المسلمة.
(أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ) وهم الذين يخالطون الاسرة ، ويتبعونها في أكثر الأحيان ، ولا يشتهون النساء والجنس لهرم أو عنن وما يشبه (أَوِ الطِّفْلِ) أي جنس الطفل (الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) أي لا يعرفون بأن هذا العضو لذلك الآخر الحساس (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) كانت المرأة في الجاهلية تلبس الخلخال ، وكانت بعض النسوة تضرب الأرض برجلها إذا رأت رجلا كي يسمع طنينه ، فنهى سبحانه عن ذلك (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً) اتركوا المحرمات ، ومن سبقت منه خطيئة فليتداركها بالتوبة ، فإن الصلاح والفلاح في طاعة الله ومرضاته.
٣٢ ـ (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) هذا أمر ـ على الاستحباب ـ بتزويج من لا زوجة له من المسلمين ، الأيامى جمع أيم وهو من لا زوج له من النساء والرجال سواء أكان متزوجا من قبل أم غير متزوج كما في مجمع البحرين للشيخ الطريحي (وَالصَّالِحِينَ) أي المؤمنين (مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) وأيضا يستحب أن تزوجوا ما تملكون من العبيد والإماء ، لا موضوع اليوم لهذا الحكم.
(إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) إذا جاءكم من ترتضون دينه وخلقه فزوجوه ، ولا تردوه لفقره ، فإن الله سبحانه يغني الفقراء ، ويفقر الأغنياء.
٣٣ ـ (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) المقصود بالآية السابقة أولياء المرأة ، وأنه لا ينبغي أن يردوا الخاطب الفقير ، أما المقصود بهذه الآية فهو الفقير بالذات ، وأن الناس إذا ردوه ولم يزوجوه ، فعليه أن يصبر عن الحرام ، ويسعى متكلا على الله حتى يتهيأ له أسباب الزواج (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ) الكتاب هنا مصدر بمعنى الكتابة ، وخلاصة الآية أن من كان عنده عبد مملوك فله أن يتفق معه على أن يؤدي مبلغا من المال قسطا واحدا أو أقساطا ثمنا لحريته. ولا موضوع اليوم لذلك (إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) والمراد بالخير هنا القدرة على الاستقلال والعيش بكد اليمين وعرق الجبين لا على التسول واللصوصية (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ) يستحب لمالك العبد أن يحط عن المملوك شيئا من المال المتفق عليه ، ويعينه على التحرر من العبودية.
(وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ
___________________________________
الإعراب : (تَسْتَأْنِسُوا) منصوب بأن مضمرة بعد حتى ، ومثله (حَتَّى يُؤْذَنَ). و (تَذَكَّرُونَ) أصله تتذكرون. والمصدر من (أَنْ تَدْخُلُوا) مجرور بفي محذوفة. (يَغُضُّوا) مضارع مجزوم بلام الأمر المحذوفة أي ليغضوا. والا ما ظهر بدل من (زِينَتَهُنَ).