سورة الفرقان
مكيّة وهي سبع وسبعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (تَبارَكَ) فعل ماض ، ولا ينطق بصيغة المضارع ، ويختص بالله وحده ، ومعناه تنزه وتعالى وتقدس في ذاته وصفاته (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ) القرآن الذي يفرق بين الحق والباطل (عَلى عَبْدِهِ) محمد (ص) والإضافة هنا للتشريف والإختصاص (لِيَكُونَ) محمد والقرآن (لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) من يومه إلى يوم يبعثون.
٢ ـ (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مالك كل شيء وإله كل شيء (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) منزه عن الصاحبة والولد والشريك (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) ومعنى التقدير : التنظيم والتخطيط لهدف معين ـ مثلا ـ لا بد للبناء من أرض ومواد ، والمهندس يقدر مساحة الأرض طولا وعرضا والمواد كما وكيفا ، والله سبحانه «قدّر ما خلق فأحكم تقديره ، ودبّره فألطف تدبيره ، ووجهه لوجهته فلم يتعد حدود منزلته ، ولم يقصر دون الانتهاء إلى غايته» كما في الخطبة ٨٩ من خطب النهج.
٣ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ...) أعرضوا عمن خلق وقدر وأحيا وأمات ونشر ، وعبدوا أصناما صماء عميانا وتقدم مرات.
٤ ـ ٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا) القرآن (إِلَّا إِفْكٌ) كذب (افْتَراهُ) محمد (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) ضاقت قوى الشر بمحمد والقرآن ، ولم تجد سلاحا إلا التزوير والتشهير بالباطل وأن محمدا جمع القرآن وألّفه من أساطير الأوائل وأقوال اليهود والكهان (فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) ولا شيء أدل على هذا الافتراء من أن القرآن الكريم خلق من العرب أمة غيرت وجه الأرض في أقل من نصف قرن ، إضافة إلى التحدي بأن يأتوا بسورة من مثله.
اللغة : تبارك عظمت بركته. والفرقان ما يفرق بين الحق والباطل ، والمراد به هنا القرآن ، والإفك الكذب. وأساطير خرافات سطرها الأولون. واكتتبها كتبها. وبكرة صباحا ، وأصيلا مساء.
___________________________________
الإعراب : اسم (لِيَكُونَ) ضمير مستتر يعود الى عبده لأنه أقرب من الفرقان ، والمصدر من ليكون مجرور باللام ويتعلق بنزل. و (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ) بدل من الذي نزل. و (ظُلْماً) مفعول جاءوا لأنها بمعنى أتوا. و (أَساطِيرُ) خبر لمبتدأ محذوف أي هذه أسباط