٤٨ ـ (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً ...) بنزول المطر ، وهو طاهر في نفسه ، مطهر لغيره على حد تعبير الفقهاء.
٤٩ ـ (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ...) واضح ، وتقدم في الآية ٥٧ من الأعراف.
٥٠ ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ) القرآن وقيل المطر (بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) أنعم سبحانه على عباده بكل نعمة من العقل الى إنزال الكتب وإرسال الرسل ، ومن إنزال الماء من السماء إلى ينابيع النفط تتفجر من الأرض ... إلى ما لا نهاية ، ومع ذلك كفروا بالله ونفروا من الحق! ولما ذا!؟ ونترك الجواب لغاندي حيث قال في كتاب هذا مذهبي : «طريق الحق ضيق مثلما هو مستقيم ، والسير عليه يستدعي الاحتفاظ بالتوازن تماما كالسير على حد السيف ... فأقل سهوة تردي بالإنسان إلى الحضيض ، ولا يستطيع الإنسان أن يدرك الحق إلا بالكفاح الذي لا ينقطع».
٥١ ـ (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) كان عدد الرسل قبل محمد (ص) مساويا لعدد الأمم كما جاء في الآية ٤٧ من يونس (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ) ثم ختم سبحانه بمحمد جميع الرسل حيث أرسله بشريعة تسع الإنسانية بكاملها ، وبهذا التكريم والتعظيم من الله سبحانه كان لمحمد (ص) المنزلة العليا على جميع الخلق والأنبياء ، وقد ذكّر الله رسوله الأعظم بهذه النعمة حيث قال له : (لَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) ولكنا لم نفعل ، وخصصناك بالبعثة إلى جميع أهل الأرض ، فاصبر في أداء الرسالة وكن من الشاكرين ٥٢ ـ (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) في السكوت عن دعوتهم إلى الحق وإلا قالوا : خاف محمد (ص) وجزع ، والذي يدل على إرادة ذلك قوله تعالى بلا فاصل (وَجاهِدْهُمْ بِهِ) أي بالقرآن (جِهاداً كَبِيراً) بلا هوادة ٥٣ ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) خلطهما وأسال أحدهما في الآخر (هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) جعل سبحانه الماء المالح في أرض منخفضة ، والماء العذب كالجداول والأنهار في أرض مرتفعة عن سطح البحر ، ولو انعكس الأمر لأفسد الملح العذب ، وأصبح الماء كله مرا ، ووقع الناس في العسر والحرج (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) أي فاصلا بين الماءين ، وهو ارتفاع أرض العذب ، وانخفاض أرض الملح.
٥٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) النسب : القرابة بالتوالد ، والصهر : القرابة بالمصاهرة ، والمعنى خلق الإنسان من نطفة فهو بذلك ولد نسيب ، ثم يتزوج فيصير صهرا ، ويصير له بعد الزواج أنسباء وأصهار.
٥٥ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) أصناما لا تضر ولا تنفع (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) أي يعين حزب الشيطان والباطل على حزب الرّحمن والحق ، وكل من أعان الباطل فقد أعان على الله ونصب له العداء.
٥٦ ـ (وَما أَرْسَلْناكَ) يا محمد (إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) واضح وتقدم بالحرف في الآية ١٠٥ من الإسراء.
٥٧ ـ (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) لا مطمع لي في شيء وراء دعوتي لكم إلى الحق والهدى (إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ