في رؤوسهم! وأين هذا من الوحي القائم على أساس الحق والواقع. ثالثا :
٢٢٦ ـ (وَأَنَّهُمْ) الشعراء وبخاصة القدامى (يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) أما محمد فإنه يقول ما يفعل ، ولا يقول ما لا يفعل.
٢٢٧ ـ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) استثنى سبحانه من الشعراء الذين يعبرون عن أماني المستضعفين ويقفون مع المظلومين ، ويثورون على الطغاة والعتاة ، وعلى الجهل والتخلف ، لأن هؤلاء في طليعة المجاهدين ، ويثورون في سبيل الله. قيل لرسول الله (ص) ما تقول في الشعر؟ فقال : «إن المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل» (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) سينتقم الله ممن ظلم لا محالة ، وإذا أمهله فإلى حين. والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
سورة النّمل
مكيّة وهي ثلاث وتسعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (طس) أنظر أول البقرة (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ) تلك إشارة إلى هذه السورة. والقرآن والكتاب بمعنى واحد ، فهو قرآن لأنه مقروء ، وهو كتاب لأنه مكتوب ، وهو مبين لأنه واضح.
٢ ـ ٣ ـ (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) يهدي هذا القرآن إلى حياة أفضل كل من أراد هذه الحياة ، وأيضا يبشره بالجنة إن آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وكف أذاه عن الناس ..
٤ ـ ٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ) من ينكر الآخرة وعقابها يرى الدنيا فرصته الوحيدة للانتفاع والاستمتاع بكل ما يقدر عليه خيرا كان أم شرا ، فيتمادى في غيّه ، ويتيه في ضلاله ، وهو عند نفسه من المحسنين صنعا تماما كأي مجرم يأمن العقوبة في الحياة الدنيا ، فإنه ينطلق مع رغبته وشهوته إلى كل فساد وجريمة ... وما من شك أن الله سبحانه قادر على أن يردع بالقوة والإلجاء الشقي عن شقائه والمجرم عن جريمته ، ولكنه لا يفعل لأن الحرية حق طبيعي لكل إنسان ، وبها يكون مسؤولا عن تصرفاته ، وعليه يكون معنى قوله تعالى : (زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ) تركناهم وما يعملون ويعمهون ـ طبعا بعد البيان والتحذير ـ ولم نردعهم عن القبح والحرام بالقهر والقوة. أنظر تفسير الآية ٤٨ من المائدة : ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.
٦ ـ (وَإِنَّكَ) يا محمد (لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) وما هو من عندك أو من وحي الكهان والشياطين كما يزعم الجاحدون.
٧ ـ (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً ...) تقدم في الآية ١٠ من طه.
___________________________________
الإعراب : (تِلْكَ آياتُ) مبتدأ وخبر. و (هُدىً وَبُشْرى) مصدر في موضع الحال من القرآن أي هاديا ومبشرا ، والعامل بالحال معنى الاشارة.