٨٧ ـ (وَلا يَصُدُّنَّكَ) بضم الدال مع التشديد ، أي ذكّر يا محمد بالقرآن ، وإن حاول المجرمون أن يصدّوك عن وظيفتك هذه ، فإن الله مظهرك وناصرك عليهم (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) بيان وتفسير لقوله تعالى : (وَلا يَصُدُّنَّكَ ... وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) هذا تنزيه لله عن الشرك بصيغة النهي أي لا تسوغ العبادة إلا لله وحده ، ولا الخوف إلا منه ، ولا التوكل إلا عليه. وهو سبحانه المسئول أن يهبنا صدق المتوكلين عليه وخوف المخلصين له بمحمد وآله الطاهرين ، عليهم أزكى الصلوات.
سورة العنكبوت
مكيّة وهي تسع وستّون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (الم) تقدم في أول البقرة.
٢ ـ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) لا يبتلون ويمتحنون بالضراء والسراء ، وخلاصة المعنى أن الإيمان ليس لعقا على اللسان ، ولا صورة وشكلا ، ولا تسبيحا وتهليلا على عدد حبات المسابح ، وإنما هو فعل الواجب وترك الحرام ، وعلى سبيل المثال : إن كنت غنيا أديت حق الله والناس من أخماس وزكوات عن طيب نفس ، وإن كنت فقيرا لم تبع دينك للشيطان ، ورضيت بأي عمل ... الأعمال المحللة السائغة لسد الحاجة والجوعة.
٣ ـ (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وجاء في التفاسير أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر وغيره من المعذبين على الإسلام ، والقصد منها أن يوطنوا النفس على الأذى من أجل الحق ، وينالوا الدرجات عند الله ، ويؤيد هذا قوله تعالى بلا فاصل : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي من قبل المعذبين على الإسلام فصبروا صبر الأحرار (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا) الله يعلم الصادقين والكاذبين لأنه يعلم ما هو كائن وما كان وما يكون وما لا يكون ، ولكن لتظهر الأفعال التي يستحق عليها الإنسان الثواب والعقاب.
اللغة : لا يفتنون لا يمتحنون. يرجو لقاء الله يؤمن بحسابه وجزائه بعد الموت. وأجل الله الوقت المعين عند الله لهذا اللقاء. جاهداك حرضاك مجتهدين.
___________________________________
الإعراب : حسب تحتاج إلى مفعولين ، والمصدر من ان يتركوا سادّ مسدهما. والمصدر من ان يقولوا بدل من مصدر أن يتركوا. فليعلمن تحتاج إلى مفعول واحد لأنها بمعنى ليميزن واللام للقسم.