فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) أي الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء.
٤٠ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ...) الله سبحانه هو الذي خلق وأعطى ، وأمات وأحيا ، وهو الخافض والرافع والضار والنافع ، وما من أحد سواه يقدر على ذلك ، فكيف تقبلون على غيره ، وتتذللون لمخلوق مثلكم؟.
٤١ ـ (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) قال بعض المفسرين : المراد بالفساد في البحر قلة صيد الأسماك وكساد التجارة. وقال آخر : بل المراد أخذ السفينة غصبا ، وإذا كان كل إنسان يفسّر ويعبّر عما يقع في حياته ، ويستوحي من ظروفه ومحيطه ، يسوغ لنا أن نفسّر الفساد في البحر بالأساطيل الحربية ، وشاحنات الجيوش وأسلحة الدمار والإبادة (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) كلمة «بعض» إشارة إلى عذاب الدنيا ، وأن الله سبحانه يوقعه على بعض العصاة كسوط يؤدبه ويوقظه من غفلته.
٤٢ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أو اقرأوا التاريخ (فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) الطغاة ومصير الجبابرة العتاة ، وتقدمت هذه الموعظة مرات.
٤٣ ـ (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) أقبل وتوجه بكلك على الدين السليم واعمل به وجاهد في سبيله قبل أن تقف بين يديه تعالى لنقاش الحساب (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) يفترق الناس إلى فريقين : فريق في الجنة ، وفريق في السعير.
٤٤ ـ ٤٥ ـ (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) ولا أحد يحمل وزره (وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) قال الإمام جعفر الصادق (ع) : إن العمل الصالح يسبق صاحبه ليمهد له كما يمهد الخادم لسيده ، وتقدم في الآية ٦٢ من البقرة وغيرها.
٤٦ ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) بنزول الغيث (وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) كل ما في الطبيعة رحمة
___________________________________
اللغة : يصدّعون أصلها يتصدعون من التصدع ، والمراد هنا التفرقة ، يقال تصدع القوم أي تفرقوا. ويمهدون من مهد بمعنى وطّأ وهيأ.