ونعمة لخلق الله وعباده ، يستعملونها في متطلبات الحياة ، وبالخصوص الماء (وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) والمراد بأمره هنا الريح والطاقة وكل دافع ومحرك ، لأنه تعالى خالق كل شيء.
٤٧ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ ...) بالبينات والدلائل على صدقهم ونبوتهم ، فكذبوهم تعنتا وعنادا ، فأخذهم الله بذنوبهم ، وما كان لهم من واق.
٤٨ ـ (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ ...) فتحرك السحاب ، وتنشره في السماء ، ثم تقسمه إلى قطع ، وتدفع بكل قطعة إلى بلد ، فإذا وصلت إليه تساقط الماء على البلد المقصود فيهتز ويربو ويفرح أهله بعد اليأس والقنوط ، وتقدم في الآية ٥٧ من الأعراف و ٤٣ من النور.
٥٠ ـ ٥١ ـ (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) قال اينشتين : «أشد الأمور غموضا في الكون أنه غير غامض» وهكذا رحمة الله ونعمته لما وسعت كل شيء ذهل الناس عنها. ويدور على كل لسان : لا تعرف النعمة إلا بعد فقدها. وإذا استمرت اللذة فلا تبقى لذة. والطحّان لا يفيق من جعجعة رحاه بل من انقطاعها (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) الهاء تعود إلى الزرع المفهوم من سياق الكلام ، ومصفرا صفة له (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) يعبدون الله على أساس الربح ، فإذا محّصوا بالبلاء ارتابوا بالخالق وحكمته.
٥٢ ـ (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ...) واضح ، وتقدم بالحرف الواحد في سورة النمل الآية ٨٠ ـ ٨١.
اللغة : كسفا جمع كسفة ، وهي القطعة من الشيء. والودق المطر. ومبلسين جمع مبلس ، وهو المتحسر الآيس.
___________________________________
الإعراب : مبشرات حال من الرياح. وليذيقكم عطف على معنى مبشرات أي ليبشركم وليذيقكم. وحقا خبر كان ، ونصر اسمها. وكيف مفعول مطلق وتقديره أيّ مشيئة يشاء ، ومثله كيف يحيي الأرض. وان كانوا (ان) مخففة واسمها محذوف أي انهم كانوا. واللام في مبلسين اللام الفارقة ومبلسين خبر كانوا وجملة كانوا مع خبرها خبر ان. واللام في لئن لام التوطئة للقسم. واللام في لظلوا واقعة في جواب القسم ، وظلوا فعل سد مسد جواب القسم والشرط معا.