١١ ـ (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) وطلب الهدى ودين الحق بإيمان وإخلاص.
١٢ ـ (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) الله يبعث من في القبور لا محالة ، ويحصي جميع أعمالهم من خير أو شر ، وما تركوا من آثار نافعة أو ضارة ، ويجزي كل نفس بما كسبت ، ولا ينجو من عذابه وغضبه إلا من آمن بالحق ، وكف أذاه عن الخلق (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) الإمام كناية عن علمه الذي لا يعزب عنه شيء.
١٣ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) قال كثير من المفسرين : إنها أنطاكية (إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) قيل : هم من حواري عيسى (ع) وتلاميذه ، والظاهر أنهم رسل الله سبحانه حيث أسند الإرسال إليه في قوله :
١٤ ـ (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ) إلى أصحاب القرية (اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) نهى الاثنان عن المنكر ، وأمرا بالمعروف ، فقامت قيامة قوى الشر ولم تقعد ، فشد سبحانه أزر الإثنين برسول ثالث (فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) من ربكم لتوحدوه وتعبدوه.
١٥ ـ (قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) تماما كما قال الأولون ، والجواب هو الجواب.
١٦ ـ ١٧ ـ (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) وقد بلغنا الرسالة ، وعلى الله الحساب ، وتقدم هذا المضمون في العديد من الآيات.
١٨ ـ (قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) قال المكذبون للرسل : تشاء منا من دعوتكم حيث تفرق مجتمعنا إلى فئتين : معكم وعليكم ، فسكوتكم خير لنا ولكم وإلا أسكتناكم بالرجم وأليم العذاب.
١٩ ـ (قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي أنتم تحملون سبب شؤمكم وتعاستكم ، وهو إقامتكم على الكفر والشرك ، أما الإيمان والتوحيد فهو يمن وخير وبركة (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) أتتشاءمون من التذكير بالخير والدعوة إلى الله والحق؟ حقّا إنكم (قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) ومتمادون في الجهل والضلال.
٢٠ ـ ٢١ ـ (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) لم يشر سبحانه إلى اسم هذا الرجل ، ومع ذلك قال المفسرون اسمه حبيب النجار ، وأيا كان اسمه ونسبه فهو من الصالحين المصلحين بشهادة القرآن حيث أخبر عنه أنه أسرع إلى قومه الكافرين وقال ناصحا ومحذرا : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا
___________________________________
الإعراب : (اضْرِبْ) بمعنى اجعل ، و (أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) مفعول أول و (مَثَلاً) مفعول ثان. وإذ الثانية بدل من إذ الأولى. ومفعول عززنا محذوف أي (فَعَزَّزْنا). وجواب (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) محذوف أي أئن ذكرتم تطيرتم.