١٧٦ ـ (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) هذا جواب عن قولهم : (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا).
١٧٧ ـ (فَإِذا نَزَلَ) العذاب (بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) إن صباح اليوم الذي ينتقم الله منهم هو بئس الصباح ، ومساءهم شر مساء.
١٧٨ ـ ١٧٩ ـ (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ ...) هذا توكيد لما تقدم من الوعيد ، وأنه لا مفر منه ولا محيد.
١٨٠ ـ (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ) هي له وحده إلا أن يرفع الذين آمنوا وعملوا الصالحات بلا عجب وغرور بإيمانهم وأعمالهم (عَمَّا يَصِفُونَ) بما لا يليق بعزته وجلاله.
١٨١ ـ (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) وسيدهم محمد وآله الطاهرين.
١٨٢ ـ (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
سورة ص
مكيّة وهي ثمان وثمانون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (ص) تقدم في أول البقرة (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أقسم سبحانه بالقرآن ، وجواب القسم محذوف أي أنه الحق ، وللذكر معان ، والمراد به هنا الهداية إلى الطريق لحياة أفضل ، والدليل هو إرادة هذا المعنى قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ـ ٩ الإسراء» وغير ذلك من الآيات.
٢ ـ (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) المراد بالعزة هنا الحمية الجاهلية والتعصب الأعمى لدين الآباء ، والشقاق : المعاندة والمكابرة للحق ، ولا سبب وراء ذلك لكفرهم.
٣ ـ (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) هذا إخبار يتضمن التهديد لمن كفر وكذب بنبوة محمد (ص) ومعناه أتكفرون وتكذبون محمدا ، ولا تخشون أن ينتقم الله منكم كما انتقم من الأمم الماضية التي كذبت الرسل (فَنادَوْا) حين رأوا العذاب : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) لا مفر ولا نجاة.
٤ ـ ٥ ـ (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) محمد (ص) من قريش فكيف يكون له الفضل عليهم؟ تماما كما لو قال المريض للطبيب : كيف أقبل منك النصح وأنا
___________________________________
الإعراب : (وَالْقُرْآنِ) قسم وجوابه محذوف أي انه الحق أو لقد جاء الحق. وكم في محل نصب ب (أَهْلَكْنا). (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) «لا» نافية تعمل عمل ليس والتاء زائدة مثلها في ربت وثمت ، واسم لا محذوف وحين مناص خبرها أي لات الحين حين مناص ، ولا تدخل لات إلا على زمان.