٨٦ ـ (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) المدعين النبوة كذبا على الله ، وتسأل : لما ذا يكرر كل نبي هذا القول ويردده على مسامع المرسل إليهم؟ الجواب : أولا لو طلب منهم الأجر على التبليغ لثقل ذلك عليهم وتهربوا منه ، وإلى هذا أشارت الآية ٤٠ من الطور : (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) ثانيا ان الارتزاق بالدين لا يسوغ بحال سؤال ثان : ولكن الله سبحانه أمر نبيه الكريم أن يقول لأمته : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ـ ٢٣ الشورى»؟ الجواب : هذه المودة ليست أجرا على تبليغ الدين ، بل هي من الدين في الصميم تماما كالصوم والصلاة.
٨٨ ـ (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) سيتبين لكم عما قليل أيها المكذبون بالقرآن أنه الحق الذي لا ريب فيه ، ومن قرأ ما كتبه الغربيون عن محمد والإسلام في العصور الوسطى يجد اللغو والجهل والتعصب الأعمى ، أما في هذا العصر فقد أنصف محمدا والإسلام كثير من الغربيين ، ولا سر إلا الحضارة والروح العلمية الحديثة.
سورة الزّمر
مكيّة وهي خمس وسبعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) مبتدأ ، وخبره (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) القرآن من عند الله الذي ليس كمثله شيء ذاتا وصفاتا.
٢ ـ (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) يا محمد (الْكِتابَ بِالْحَقِ) لأنه من عند الحق ، وكل ما فيه على طبق الواقع (فَاعْبُدِ اللهَ) في الدعوة إليه أيضا (مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) حيث لا دين بلا إخلاص.
٣ ـ (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) أما المشوب بالأهواء والأغراض فهو للشيطان (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ)
___________________________________
الإعراب : (تَنْزِيلُ) مبتدأ ، وخبره «من الله» ويجوز أن يكون تنزيل خبرا لمبتدأ محذوف ومن الله متعلق بتنزيل أي هذا تنزيل الكتاب. وبالحق متعلق بأنزلناه. و (مُخْلِصاً) حال من ضمير فاعبد. و (أَلا) أداة تنبيه. والذين مبتدأ والخبر لا محذوف أي يقولون ما نعبدهم. وزلفى مفعول مطلق مثل قمت وقوفا.