٢٥ ـ ٢٦ ـ (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) يهدد سبحانه الذين كذبوا محمدا (ص) أن يصيبهم من الهلاك ما أصاب الأمم الماضية لأنهم كذبوا الرسل ، وتقدم مرات ، منها في الآية ١١ من آل عمران.
٢٧ ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ ...) بيّن سبحانه معاني القرآن بآيات واضحات ، وزيادة في التوضيح ضرب لها العديد من الأمثال ، لنعلم ونعمل ، وتقدم في الآية ٥٤ من الكهف.
٢٨ ـ (قُرْآناً عَرَبِيًّا) في ألفاظه ، إنسانيا في معانيه ، وعليه فلا يحق لأحد أن يقول : القرآن لقوم دون قوم أو لقرن دون قرن (غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) مستقيما بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، وبكل ما في القرآن من حقائق وتوجيهات ومعلومات.
٢٩ ـ (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) هذا المثل ضربه سبحانه للفرق بين المشرك والمؤمن ، فالمشرك يشبه رجلا مستعبدا لرجال لا يتفقون على رأي ، وأحد يأمره بهذا الفعل ، والثاني ينهاه عنه ، والثالث يريده لفعل آخر ، والعبد المأمور حائر في أمره ، ومثل المؤمن الموحد كالعبد المملوك لواحد حكيم فيما يأمره وينهاه ، فلا يستوي هذا وذاك ، أيضا لا يستوي من يعبد الواحد الأحد ، ومن يعبد أربابا أشكالا وألوانا (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الذي هدى المؤمنين به إلى أدلة التوحيد.
٣٠ ـ ٣١ ـ (إِنَّكَ) يا محمد (مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) الكل إلى ربهم منقلبون ، ويحكم فيما كانوا فيه يختلفون من الجحود والإيمان ، والشرك والتوحيد ، والبعث والنشر.
٣٢ ـ (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ) فجعل له أندادا أو صاحبة أو ولدا أو ابتدع أحكاما ونسبها إليه تعالى (وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) من الله مدعوما بالحجج والبينات.
٣٣ ـ (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) المراد «بالذي» محمد (ص) وبالصدق القرآن (وَصَدَّقَ بِهِ) أي ومن صدق به بدليل قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قال سبحانه المتقون ولم يقل المسلمون للإشارة إلى أن مجرد التسليم بالقرآن لا يجدي ، بل لا بد من العمل بموجبه ، ويعزز ذلك قوله سبحانه بلا فاصل :
___________________________________
الإعراب : (قُرْآناً) حال مؤكدا من القرآن. و (عَرَبِيًّا) صفة. وغير ذي عوج صفة بعد صفة. و (ضَرَبَ) هنا بمعنى جعل ومثلا مفعول أول ورجلا مفعول ثان وقيل : ان رجلا بدل من «مثلا». وفيه خبر مقدم وشركاء مبتدأ مؤخر ومتشاكسون صفة لشركاء. ويستويان مثلا ، «مثلا» تمييز. (فَمَنْ) استفهام انكاري ومحلها الرفع بالابتداء وأظلم خبر. (وَالَّذِي جاءَ) مبتدأ ، والمراد به الجنس حيث أخبر عنه بالجمع ، وهو (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).