لِيَأْخُذُوهُ) بالقتل والتنكيل (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) يحاولون توهين الحق بالشبهات الباطلة والأقوال الكاذبة (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) حقا كان الهلاك شديدا مدمرا
٦ ـ (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ) العذاب على كل طاغ وباغ.
٧ ـ (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) إله العالم لا يحمل جالسا على العرش أولا لأنه منزه عن المادة ثانيا لأن الحامل أقوى من المحمول ، وإذن لا بد من تأويل الظاهر بما يتفق مع العقل والقوانين اللغوية وجلال الذات القدسية ، والذي نتصوره الآن أن العرش وحملته ومن حوله كل ذلك وما إليه كناية عن العظمة والجلال والسلطان المطلق والدائم (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) أمر سبحانه الملائكة أن يستغفروا ويدعوا للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فاستجابوا ودعوا ومن جملة ما قالوا :
٨ ـ (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) اجمع غدا شمل الأسرة المؤمنة تماما كما كانوا في الدنيا ، ليزدادوا سرورا على سرور.
٩ ـ (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) من الوقاية بمعنى الصيانة ، تقول : وقاك الله من كل سوء أي صانك من كل مكروه وعليه يكون المراد بالسيئات المكروهات.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ ...) بالبناء للمجهول والمعنى يقال غدا للكافرين وهم في قعر جهنم : أنتم الآن تكرهون أنفسكم حيث أدت بكم إلى هذا المصير ، وكنتم تحبونها وأنتم في الدنيا ، ولكن الله كان آنذاك يمقتها ويمقتكم مقتا أشد من مقتكم لها اليوم حيث كان يدعوكم إلى النجاة والحياة الطيبة ، فتعرضون وتنفرون ، فذوقوا اليوم ما قدمتم لأنفسكم.
___________________________________
الإعراب : ومن ليدحضوا بجادلوا. ومن انهم أصحاب النار بدل من كلمة ، ويجوز جره بلام محذوفة أي لأنهم من أصحاب النار. (وَمَنْ حَوْلَهُ) عطف على الذين يحملون. (رَحْمَةً وَعِلْماً) تمييز محول عن فاعل أي وسعت رحمته وعلمه. ومن صلح «من» مفعول لفعل محذوف أي وادخل من صلح. واللام في لمقت في جواب قسم محذوف أي والله لمقت. وأنفسكم مفعول مقتكم. وإذ في محل نصب بفعل محذوف أي مقتكم الله إذ يدعون.