يَوْمِ الْأَحْزابِ) وهي الأمم الماضية حيث اتفقت كل أمة وتحزبت ضد نبيها ، وذكر منها المؤمن الناصح.
٣١ ـ (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ) قوم هود (وَثَمُودَ) قوم صالح وغيرهم (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) ولكن الناس أنفسهم يظلمون.
٣٢ ـ (وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ) وهو يوم القيامة حيث يدعو سبحانه كل أناس بإمامهم.
٣٣ ـ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) من مانع يمنع عذابه عنكم (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) المراد ـ بقرينة السياق ـ من الضلال هنا الهلاك ، ومن هاد : من منقذ ومخلص ٣٤ ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ) على حذف مضاف أي جاء آباءكم أيها المصريون ، لأن الكلام ما زال لمؤمن آل فرعون (فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ) أي في شك من نبوة يوسف ، وكذلك أنتم تشكون في نبوة موسى.
٣٥ ـ (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) كل برهان قاطع على وجود الحق فهو آية من آيات الله وحجة على عباده سواء أجاء بالحق مؤمن أم غير مؤمن بشرط واحد وهو أن لا يراد به باطل كما فعل الخوارج الذين نطقوا بكلمة الحق كذريعة للخروج عن طاعة الحق. قال سبحانه : (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَ) ـ ٢٤ الشورى» ... (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) ـ ٨١ الإسراء (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا) الله ورسله وملائكته والمؤمنون يكرهون أشد الكره من يعاند الحق ، ويجادل بالباطل (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) العتو والتكبر من حيث هو يمرض القلب ويعمي العقل.
٣٦ ـ ٣٧ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً ...) تقدم في الآية ٣٨ من القصص ، وبالمناسبة قرأت لكاتب مصري يعظ قومه بقوله : «استخف فرعون قومه بالذهب وواسع الملك ، وخدعهم فتبعوه ، وانتهى بهم إلى ضياع ودمار ... لا جعل الله مصر بعد السلف تستخف بالظواهر والخوادع».
___________________________________
الإعراب : (مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) «مثل» صفة لمفعول محذوف أي أخاف عليكم يوما مثل يوم الأحزاب. ومثل (دَأْبِ) بدل من مثل يوم الأحزاب. و (يَوْمَ تُوَلُّونَ) بدل من يوم التناد. و (مُدْبِرِينَ) حال. و (الَّذِينَ يُجادِلُونَ) بدل من (مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ) لأن «من» هنا اسم موصول بمعنى الجمع. وكذلك يطبع أي مثل ذلك الطبع يطبع. (أَسْبابَ السَّماواتِ) بدل من الأسباب. فاطلع بالنصب جوابا للترجي الذي يشبه الطلب.