٧٩ ـ ٨٠ ـ (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) دبروا وأبرموا الكيد والمكر لرسول الله ، فنقض سبحانه ما دبروا وأبرموا.
٨١ ـ ٨٣ ـ (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) نحن مع الدليل ، فهو ضالتنا ندين بموجبه أنى كان ويكون ، ولا دليل على هذا ، بل قام على الضد والعكس.
٨٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) الله وحده إله الكون وخالقه بأرضه وسمائه ومدبره بعلمه وحكمته.
٨٥ ـ (وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تقدس سبحانه وتنزه عن الولد ، ولما ذا الولد وهو خالق الكون بكلمة «كن» (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فيجزي الذين جعلوا له ولدا بما يستحقون.
٨٦ ـ (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ) المشركون عبدوا الأصنام لتشفع لهم عند الله ، فقال سبحانه : كلا ، لا شفاعة عنده لصنم ولا لمن يدين به ، ولكن يشفع عنده من آمن بالتوحيد وعمل بموجب إيمانه ، والشفاعة بمعناها القرآني ، هي أن يشهد الشافع عند الله بأن المشفوع له قد فعل كذا وكذا من الخيرات والحسنات ، على أن تكون هذه الشهادة عن علم اليقين ، وهذا المعنى يدل عليه بوضوح قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
٨٧ ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ ...) تقدم مرارا منها في الآية ٩ من هذه السورة.
اشارة :
ان الذين يعرضون عن الحق على نوعين : الأول يعرض عنه لجهله به. والثاني يعرض عنه لأنه يصادم أهواءهم وأغراضهم. وهذا النوع من الناس هم الأكثرية الغالبية ... وكل من يدخل النار غدا يدخلها لأنه أعرض عن الحق ولم يعمل به ، ولكن القليل منهم استحق العذاب لأنه قصر في طلب العلم بالحق ، والأكثر استحقوا العذاب لأنهم تركوا الحق لتصادمه مع أهوائهم ، لا لجهلهم به.
___________________________________
الإعراب : (أَمْ أَبْرَمُوا) اضراب ومثلها ام يحسبون. (هُوَ) مبتدأ والذي خبر وفي السماء متعلق بإله لأنه بمعنى معبود ، و (إِلهٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي هو إله في السماء. وقيله على حذف مضاف عطفا على وعنده علم الساعة أي وعنده علم قيله أيضا.