٤٧ ـ (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً) آخر دون عذاب الآخرة الذي ذكره سبحانه في كتابه ، وهو في علمه تعالى يختاره بمقتضى عدله وحكمته.
٤٨ ـ (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) وهو إمهال الطغاة إلى يومهم الموعود (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) في كل حال وحين ، فإن ذكره أحسن الذكر ، ووعده للمتقين أصدق الوعد.
سورة النّجم
مكيّة وهي اثنتان وستون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) المراد بالنجم هنا كل نجم في أرجح الأقوال ، لأن الألف واللام للجنس ، وقد أقسم سبحانه بتناثر الكواكب في الفضاء يوم القيامة كما في الآية ٢ من الإنفطار : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ).
٢ ـ (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) محمد ، والخطاب لمن أنكر رسالته ، والجملة جواب القسم ، وهي شهادة من الله سبحانه على أن محمدا أبعد الخلق عن الضلالة والغواية ، وأن من ظن به شيئا من هذا فهو الغوي المبين.
٣ ـ (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) لا خطأ ولا خطيئة في أقوال محمد ، وكذلك في أفعاله للملازمة بين العصمة في الأقوال والعصمة في الأفعال.
٤ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) ضمير هو للقرآن لأن محمدا (ص) ليس بوحي بل موحى إليه.
٥ ـ (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) أخذ النبي (ص) القرآن من جبريل عن الله ، وجبريل شديد القوى في الصفات التي تؤهله لأمانة الوحي وأدائها لأنبياء الله ورسله ـ.
٦ ـ (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) المرة بكسر الميم : الهيئة والصورة ، واستوى : استقام ، والمعنى أن جبريل ظهر للنبي (ص) مستويا كما خلقه الله.
٧ ـ (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) أي أن جبريل حين ظهر للنبي على صورته امتد مرتفعا في الجو.
٨ ـ (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) في الكلام تقديم وتأخير ، والأصل بعد أن ارتفع جبريل بقامته في الفضاء ، تدلى ونزل بها حتى أصبح قريبا من النبي (ص).
٩ ـ (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) القاب : المقدار ، أي بعد أن تدلى ونزل جبريل قرب من النبي حتى لم يكن بينهما سوى مقدار قوسين ، بل أقل من ذلك.
___________________________________
الإعراب : (يَوْمَهُمُ) مفعول به ل (يُلاقُوا) لان المعنى إنهم يلاقون اليوم بالذات ، ولو قال : يلاقون عملهم يوم القيامة لكان يوم مفعولا فيه ويوم لا يغني بدل من يومهم. و (إِدْبارَ) مفعول فيه لفعل محذوف أي وسبّحه في إدبار النجوم. (وَالنَّجْمِ) الواو للقسم.