في الآية ٢٨ من آل عمران (أُولئِكَ) الذين لا يؤثرون شيئا على إيمانهم حتى الآباء والأبناء (كَتَبَ) الله (فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) ثبته فيها حتى كأنه طبعت عليه (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) أي بالتوفيق لكل خير ، وبالحجج البالغة والبراهين القاطعة (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ومرضاة الله وحدها هي الصلاح والفلاح ، كما قال الرسول الأعظم (ص) : إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي. وقال سيد الشهداء وإمام الأتقياء الحسين (ع) : ما ذا فقد من وجدك وما ذا وجد من فقدك؟
سورة الحشر
مدنيّة وهي اربع وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ...) المخلوقات بالكامل تسبّح لخالقها بدلالتها عليه ، وتقدم بالحرف الواحد في أول سورة الحديد.
٢ ـ (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ) نزلت هذه السورة في يهود بني النضير ، وكانوا في حصونهم بضاحية المدينة ، ولما هاجر النبي (ص) إليها صالحوه على أن يقفوا على الحياد ، لا له ولا عليه ، ثم نقضوا العهد ، فحاصرهم النبي (ص) وضيّق عليهم الخناق حتى صالحوه على أن يخرجوا من حصونهم وديارهم ، فخرجوا منها وتفرقوا في البلاد (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) أي هذا أول جلاء وطرد لليهود من المدينة (ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا) ما توقعتم أيها المسلمون أن يخرج بنو النضير من ديارهم ، ويتركوها
اللغة : الحشر الجمع. والجلاء الخروج عن الوطن. واللينة النخلة. ويشاق يخالف.
___________________________________
ملاحظة : والخلاصة أن الإنسان بالغا ما بلغ من المقدرة فإنه أعجز من أن يجمع بين مرضاة الله ومرضاة أعدائه تعالى ، فإن أرضاهم أغضب الله ، وإن أرضى الله أغضبهم .. ومستحيل أن يرضوا الا عمن هو على شاكلتهم بشهادة الله عزوجل : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ). ـ ١٢٠ البقرة وفي الحديث الشريف أن رسول الله (ص) قال : «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة فإني وجدت فيما أوحيت : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من جاد الله ورسوله».