(الْبارِئُ) الخالق على غير مثال كما قيل (الْمُصَوِّرُ) خالق الصور والأشكال (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) كل ما ينسب إليه تعالى ويحكي صفة من صفاته الجلى فهو حسن وجميل وعظيم وجليل. وتقدم في الآية ١٨٠ من الأعراف.
سورة الممتحنة
مدنيّة وهي ثلاث عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) حذّر سبحانه المؤمنين من موالاة أعداء الدين ، وكرر ذلك في العديد من الآيات ، منها الآية ٢٨ من آل عمران ، ولكن لنزول الآية التي نحن بصددها سبب ، وهو أن رسول الله (ص) حين عزم على فتح مكة كتب واحد من الصحابة إلى قريش بذلك ، فأوحى سبحانه إلى نبيه بما كان من هذا الكاتب ، فبعث النبي (ص) في طلب الكتاب ولما اطلع عليه سأل المرسل فاعتذر بأن له أهلا في مكة يخاف عليهم من المشركين. فصانعهم وهو على دينه ، فنهى سبحانه عن مثل هذه المصانعة لأنها تضر بمصلحة المسلمين ، وهذه الآية حجة قاطعة على من يتخذ يدا عند أعداء الدين جلبا لمصلحة أو دفعا لمضرة عن نفسه أو عن غيره (وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِ) كيف تثقون بهم. ولا يرونكم على شيء ، ويرون أنفسهم كل شيء؟ (أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) المصدر من أن تؤمنوا مفعول من أجله ليخرجون ، والمعنى ما انتقموا منكم تنكيلا وتشريدا إلا لأنكم عبدتم الله مخلصين له الدين (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي) جواب الشرط محذوف ، والمعنى إن كنتم مسلمين حقا مجاهدين في سبيل الله وراغبين في ثوابه ومرضاته ـ فلا تركنوا إلى المشركين أعداء الله وأعداءكم (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) أتوادّون أعداء الله سرا وهو العليم بما تكنّ الصدور؟
٢ ـ (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ
___________________________________
الإعراب : (أَوْلِياءَ) مفعول ثان لتتخذوا. وقال كثير من المفسرين : ان الباء زائدة بالمودة وان المودة مفعول تلقون مثل ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ، وقال صاحب البحر المحيط : مفعول تلقون محذوف والباء للسبب أي تلقون اليهم أخبار رسول الله بسبب ما بينكم من المودة. و (إِيَّاكُمْ) عطف على الرسول. والمصدر من (أَنْ تُؤْمِنُوا) مفعول من أجله لتخرجون. و (جِهاداً) مفعول من أجله لخرجتم و (ابْتِغاءَ) عطف عليه. و (يَوْمَ الْقِيامَةِ) منصوب بلن تنفعكم.